أعطال الشبكة الكهربائية “بالجملة”
لم يمنع القصف الذي تعرّضت له فرق الصيانة في «شركة مراد»، مواصلة عملية إصلاح الأعطال على شبكة الكهرباء في حولا والخيام وغيرهما، إذ يؤكّد مقدّمو الخدمات أنهم ماضون في عملهم تحت الخطر، لأنّ عملهم يُعدّ جزءاً من الدفاع عن أرضهم.
أكثر من مرة نجا عمّال الصيانة من القصف، ومع ذلك واصلوا عملهم في تبديل «الكابلات» والأشرطة وإصلاح الأعطال التي تحدث بفعل الغارات والاعتداءات. ويبدو واضحاً أنّ إسرائيل تتقصّد قصف شبكات الكهرباء على طول الشريط الحدودي، نظراً الى حجم الأضرار التي تعرّضت لها الشبكة من شبعا حتى الناقورة، حيث سجّل أكثر من 20 عطلاً على مخارج الكهرباء التي تغذّي القطاعات الثلاثة الشرقي والأوسط والغربي، وتغذّي آبار المياه وعدداً من المستشفيات الحكومية.
وفق تقديرات الشركة، سُجّل أكثر من 310 أعطال على الشبكة منذ بدء المعارك في الثامن من تشرين الأول، وتضرّر حوالى 20 محوّلاً كهربائياً، فيما كان حجم الضرر على شبكة التوتر العالي بين 17 و18 ألف متر و27 ألف متر حجم ضرر شبكة التوتّر المنخفض. وتحاول فرق الصيانة إصلاح ما يُمكن من الأعطال، غير أنّ القصف يحول في أحيان كثيرة دون وصول الفرق التي تتعرّض للقصف المباشر في بعض الأحيان. عادة، تتحرّك الفرق بعد الحصول على إذن من الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية وبمؤازرتها، ومع ذلك، نجا عمّال الصيانة من استهدافين خلال اليومين الماضيين. ففي حولا، يقول المهندس هادي قسيس «أثناء قيام العمّال بإصلاح العطل سقطت القذائف على بعد 20 متراً فقط من الفريق، وأدّى القصف المتعمّد إلى إصابة آلية تابعة لقوات الطوارئ». وأشار قسيس إلى أنّ «العناية الإلهية حالت دون إصابة فرق الصيانة أثناء محاولتها إصلاح أعطال الشبكة في بلدة الخيام، إذ تعرّضت فرقنا للقصف الفوسفوري المباشر». وتحرص الشركة بحسب قسيس على إصلاح كل الأعطال التي تتمكّن من الوصول إليها، باستثناء بعض الأماكن كالضهيرة وعلما الشعب، لأنّ الأعطال في منطقة حرجية وعلى طول الحدود مباشرة». وأضاف «منذ بدء العدوان، تستهدف إسرائيل خطوط التوتّر التي أُصيبت بأضرار كبيرة نتيجة الشظايا والقصف المباشر، حتى أنّ بعض أعمدة الكهرباء في مركبا وكفركلا وميس الجبل وكفرشوبا تطايرت بفعل القصف». ولفت إلى أنّه من «الصّعب زرع أعمدة جديدة في هذه الظروف».
حتّى الساعة تمكّنت فرق الصيانة من إصلاح 90% من الأعطال حسب إحصاءات الشركة، إضافة إلى تغيير 19 محوّلاً، وجرى استبدال ما يقارب 89% من الكابلات المتوسطة و92 من الكابلات المنخفضة.
في الإطار، وسّع العدوان الإسرائيلي استهدافاته ليطول شبكات المياه والكهرباء، الأعطال على الشبكة كبيرة جداً، وهي تؤثّر على تغذية القرى بالمياه. غالبية الآبار موصولة على خط 24، لتوفير المياه بشكلٍ دائمٍ للقرى، وتعطّل هذه الخطوط يحول دون تغذية القرى بالمياه، ومنها مياه الطيبة التي تعرّضت للقصف أكثر من مرة وأدّى العطل على مَخرَج الكهرباء إلى انقطاع التيّار عن مستشفى ميس الجبل الحكومي و6 آبار.
بدوره، شدّد أحد المسؤولين في شركة مراد، علي ناصر الدين، على أنّ فرق الصيانة لم تتوقّف يوماً عن عملها، فهي «تعمل تحت الخطر والقصف، لأنّ هذا جزء من عملنا وواجبنا الأخلاقي والإنساني». تبعاً لناصر الدين فإنّ أيّ عطل في أيّ شبكة يؤثّر على كل الشبكات التي تعرّضت للاعتداء من الناقورة حتى حاصبيا وحرصنا على أن نُصلح ما أمكننا. في بعض الأحيان، نعتمد أسلوب «الترقيع»، لأنه من الصعب تغيير محوّل في هذه الظروف الأمنية الصعبة».
تجدر الإشارة إلى أنه منذ بدء المعارك، اتخذت شركة الكهرباء قراراً برفع ساعات التغذية في قرى الحدود إلى 8 ساعات، وذلك كجزء من دعم الأهالي الصامدين في قراهم، فضلاً عن توفير عملية ضخّ المياه، غير أن الاعتداءات المتواصلة على الشبكة أثّرت على عملية التغذية في عدد من القرى والبلدات.