الحطب إستعداداً للعاصفة ومازوت مغشوش في الأسواق
يولي البقاعيون الأهمية للأولويات الحياتية والمعيشية، ويتدبّر البعض أموره وفق إمكاناته، ولم تكن استعداداتهم هذا العام تحسّباً لفصل الشتاء على قدر ما كانوا يؤمّنونه خلال الأعوام السابقة وما قبل الأزمة الاقتصادية.
يطلّ خبراء الأرصاد الجوية مبشّرين بعاصفة بدأت طلائعها تحوم في سماء لبنان، حاملةً معها الأمطار على أن ترتقي الى عاصفة ثلجية بداية الأسبوع المقبل، ومعها بدأت حسابات البقاعيين التي لا تتطابق وبيدر القدرات المادية المتاحة، وما تقتضيه من تأمين مقوّمات مواجهة الطقس البارد والبقاء في المنزل، سواء لجهة المحروقات والتدفئة، أم لجهة ما تيسّر من مؤونة وطعام يكفي أقله لأيام، فمحطات المحروقات والصهاريج عادت لتنشط على خط تأمين مادة المازوت للمنازل، أو في المحطات التي يشتري منها الناس بالغالونات، كلٌّ حسب قدرته.
بكميات متفاوتة يؤمّن الناس ما يحتاجون اليه من المازوت، منهم من يشتري بضعة ليترات لتعينه على قضاء ليله قرب المدفأة، تاركاً المنزل من دون تدفئة طوال النهار، ومنهم من يشتري حاجته ليوم أو أكثر، وما بين الحالتين من ارتاح من عبء التفكير، وملأ خزّانه منذ بداية فصل الخريف، فيما توجّه البعض الآخر الى الحطب كي يوفّر بعض النقود. غير أنّ اللافت، وفق ملحم يوسف الذي يبيع الحطب منذ سنوات «أنّ المازوت اليوم تكلفته أرخص من الحطب إذا كان من السنديان وغيره، لكن أغلب من لا يملكون النقود يشترون حطب «الطبالي» كونه أرخص، فثمن الكيس منه 400 ألف ليرة لبنانية، ويكفي يوماً كاملاً، وقد زاد الطلب عليه خلال هذين اليومين تحسّباً للعاصفة، وكان لديّ المئات من الأكياس بيعت جميعها».
وقال صاحب إحدى المحطات في بعلبك لـ»نداء الوطن»: «المازوت متوافر من دون انقطاع وبالسعر الرسمي، ونؤمّن طلبات الناس الذين لا حول لهم ولا قوة، البعض يشتري كميات لا تكفي بضع ساعات، فيما البعض الآخر يملأ خزان وقود سيارته يومياً «للكزدرة»، وذلك نموذجٌ واضح عن اللاعدالة واللامساواة بين الفئات الاجتماعية». وتحدّث عن «مازوت مغشوش يغزو الأسواق، ويتمّ التلاعب بنوعيته سواء لجهة تعبئة الآليات العاملة على المازوت، أم لجهة الاستعمال المنزلي، بحيث تمّت مراجعة محطات عدة معروفة من قبل الناس بسبب عدم اشتعال المازوت في المنزل، ويشبه لونه زيت القلي، وكصاحب محطة عرض عليّ شراء مازوت من تجار وبأسعار منافسة لكنها لا تستوفي الشروط اللازمة»، متسائلاً عن «دور وزارة الاقتصاد التي تغيب عن المحافظة سواء لجهة مراقبة المحطات أم السوبرماركات والتسعير العشوائي للمواد الغذائية وغيرها». وأشار الى تعطّل آليات عدّة، كمولّدات كهربائية وآليات زراعية، في وقت يغلب الطابع الزراعي على المنطقة وحاجتها الكبرى من المازوت للمشاريع الزراعية، وأوضح أنّ المازوت المغشوش يجمع من الزيوت المستخدمة في المطاعم، ومن زيوت السيارات، حيث تباع بأسعار مقبولة يشتريها أصحاب المحطات لمزجها بالمازوت الأصلي كي تزيد نسبة أرباحهم.