هذا ما جرى التوافق عليه بين ميقاتي وسليم حول ملء الشغور العسكري
نجحت وساطة وزيري الثقافة محمد وسام مرتضى والمهجرين عصام شرف الدين في تحقيق التقارب بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم، لتوضيح المواقف من ملء الشغور في رئاسة الاركان والمجلس العسكري للجيش. وبعد لقاء الوزيرين بوزير الدفاع، عُقد لقاء عصر أمس بين ميقاتي وسليم بحضور المرتضى، أوضح فيه وزير الدفاع مقاربته القانونية لملء الشغور، والتي تقوم بحسب معلومات «الجمهورية» على تعيين الضباط وفق قانون الدفاع، أي بناء لاقتراح الوزير. لكنّ سليم طلب وقتاً لإجراء مشاوراته.
واعتبرت مصادر وزارية انّ اللقاء بحد ذاته خطوة إيجابية لمعالجة المشكلة القائمة ولو ان النقاش مستمر حول الآلية التي ستُتّبع للمعالجة، حسبما اعلن سليم بعد اللقاء، ما يعني انّ المعالجة لن تتم في القريب العاجل. لكنّ المصادر اكدت انّ المهلة لن تطول وكل الامور سائرة في طريق الحل.
وقال الوزير مرتضى لـ«الجمهورية»: أنا كُلّفت من مجلس الوزراء بالتواصل مع الوزير سليم لمعالجة المشكلة، آخذين بعين الاعتبار انّ البلد في حالة حرب وعلى الجميع الارتقاء الى مستوى المسؤولية لحفظ الاستقرار والوحدة الوطنية. وقد وافق الرئيس ميقاتي على هذا التكليف، وبناء لذلك اجتمعتُ مطوّلاً مع الوزير سليم وأبدى كلّ استعداد للتعاون ومعالجة سوء التفاهم الذي حصل. لقد كان متفهماً جداً للوضع، وأبدى تقديره لمقام رئاسة الحكومة واستعداده لاقتراح اسماء للتعيين بعد التشاور.
اضاف: كان اجتماع الرئيس ميقاتي والوزير سليم ايجابياً جداً والامور ذاهبة نحو التعيين لملء الشغور، وكان الرئيس ميقاتي مرتاحاً جداً لجو اللقاء. والامور بحاجة الى ايام قليلة، وربما ستتبلور المعالجات مطلع العام الجديد.
واكد الوزير مرتضى: المهم في ما جرى ان نَفَسْ التعاطي كان ايجابياً وصحّياً ومتعاوناً، مما أزال اجواء التشنج الشخصي التي كانت سائدة.
وحول ما تردد عن شرط توقيع كل اعضاء الحكومة على مراسيم التعيين لو حصل؟ قال: هذا الموضوع طُرح سابقاً في ظل اجواء خلاف وتشنج، وبعد ازالة هذا التشنج وانتظام العلاقة بين الاطراف المعنية لا تعود هناك خلافات حول امور شكلية.
واستدرك بالقول: أصلاً لم نسمع أثناء النقاش والخلاف حول تعيين قائد الجيش ان هناك مشكلة في توقيع المرسوم، ولم يُثر احد هذا الموضوع في النقاشات واللقاءات. لذلك اعتقد ان كل الامور ذاهبة نحو الحلحلة، ووزير الدفاع بحاجة الى وقت لدرس الموضوع من جوانبه القانونية والاجرائية، وهذا حقه ويجب ان نعطيه هذه الفرصة.
وحول ما تردد عن احتمال الذهاب الى تكليف ضبّاط بالانابة مكان الضباط المُحالين الى التقاعد أسوة بما حصل في المديرية العامة للامن العام وحاكمية مصرف لبنان؟ قال مرتضى: لم نسمع بهذا الامر ولم يطرح في اللقاء. ولكن اذا كان الحل توافقيا عبر هذا المخرج فلا بأس. لكن معلوماتي ان الاتجاه هو نحو التعيين لا التكليف. المهم كما قلت انّ نفس التعاطي صحي للوصول الى حلول.
وكان الوزير شرف الدين، وفي إطار المهمة الوفاقية التي يقوم بها لترطيب الأجواء بين الرئيس ميقاتي ووزير الدفاع، قد لمسَ كل التجاوب من قبل وزير الدفاع، وهو المعني الأساسي بشؤون وزارة الدفاع.
وقد نقل شرف الدين النتيجة الإيجابية للزيارة إلى الرئيس ميقاتي، والتي مهّدت مع مسعى الوزير مرتضى للقاء الأمس بين رئيس الحكومة والوزير سليم.