وحدها الخطوط السعودية لم تعد أكثر من 10 آلاف وافد يومياً
تعود الحياة تدريجياً إلى مطار بيروت، وتنشط حركة الطائرات والركاب على أعتاب عيدَي الميلاد ورأس السنة، لتتخطّى أعداد الوافدين الـ 10 آلاف يومياً، مقارنة بـ 7146 وصلوا في الأيام الخمسة التي تلت عملية «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول الماضي.ورغم استمرار الحرب على غزة وجنوب لبنان التي «كربجت» المطار في الشهرين الماضيين، زاد الطلب على السياحة والسفر من لبنان وإليه خلال موسم الأعياد، ما دفع شركة طيران الشرق الأوسط «ميدل إيست» إلى الاستعانة بأسطولها الذي نقلته إلى قبرص وتشغيل 13 طائرة بدلاً من تسع، لتسيير 151 رحلة إضافية خلال فترة الأعياد، من 14 كانون الأول الجاري حتى 10 كانون الثاني المقبل، إضافة إلى الرحلات النظامية التي سبق أن خفّضتها بنسبة 80% على خلفية تعديل شركات التأمين العالمية مستوى المخاطر على بوالص تأمين أسطولها.
الانتعاش في حركة الطيران لا يرتقي الى ما كان عليه في الفترة ذاتها من العام السابق (نحو 300 ألف مسافر في كانون الأول الماضي)، فيما يتوقع رئيس نقابة أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود «ألّا يصل العدد هذا العام إلى 250 ألفاً».
وحتى 19 الجاري، بلغ عدد الواصلين نحو 144 ألفاً مقارنة بـ 170 ألفاً خلال المدة ذاتها من العام الماضي، وفق أرقام المديرية العامة للطيران المدني، وهي أرقام متقاربة قد تشير إلى عدم تأثر الموسم السياحي بالحرب.
بحسب عبود، معظم الوافدين لبنانيون في بلاد الاغتراب ممّن قرّروا قضاء العطلة في بلدهم، وهؤلاء «يساهمون في تنشيط الحركة الاقتصادية بشكل كبير لأنهم ينفقون أكثر من السيّاح الأجانب». أما السيّاح «فغيّبتهم الحرب، ليس عن لبنان فحسب، وإنما عن كل البلدان التي تقع في منطقة الصراع مثل مصر والأردن اللذَين تلقّيا ضربة قاسية خلال هذا الموسم السياحي». وأشار إلى أن لبنان «خسر سيّاحاً فرنسيين وإيطاليين وآخرين من دول البلقان ودول الاتحاد السوفياتي السابق ممن يزورون لبنان لأول مرة. جميعهم ألغوا حجوزاتهم التي كانت تمتدّ من أول الشهر حتى العام المقبل». كذلك الأمر بالنسبة إلى السيّاح العرب ولا سيما العراقيين والأردنيين الذين «شكلوا في العام الماضي نحو 30% من مجمل الوافدين، وتراجعت أعدادهم إلى ما دون 10% هذه السنة».
في المقابل، بلغ عدد المغادرين حتى 19 الجاري نحو 112 ألف مسافر. وهو أدنى مما كان عليه خلال المدة نفسها من العام الماضي (133 ألفاً). لكن بالمقارنة مع ما كانت عليه خلال الشهرين الماضيين، يتبيّن أن حركة السفر لدى اللبنانيين تعود تدريجياً إلى طبيعتها بعد «الخضّة» التي أعقبت «طوفان الأقصى» والقلق من توسع رقعة الاشتباكات في المنطقة الجنوبية الحدودية الى مناطق أخرى. وانعكست هذه «الخضة» في إلغاء رحلات الاستجمام وتفعيل الرحلات ذات الاتجاه الواحد لمن يملكون مساكن في الخارج بسبب تردّي الأوضاع الأمنية. اليوم، «يبدو أن اللبنانيين يشعرون باستقرار نفسي أكبر وتراجع قلقهم من توسع الحرب وإقفال المطار، فعادت السياحة الخارجية بهدف الاستجمام لتنشط في صفوفهم»، وفق عبود.
أرقام متقاربة في أعداد الوافدين عشيّة الأعياد مقارنةً بالعام الماضي
وبالتوازي مع عودة حركة الركاب إلى طبيعتها، «عادت كل شركات الطيران الأجنبية التي سبق أن ألغت رحلاتها من بيروت وإليها بحجة تصاعد التوتر، باستثناء الطيران السعودي الذي يستمر في تعليق رحلاته»، على ما يقول المدير العام للطيران المدني فادي الحسن. وفيما يتواصل التوتر على الحدود الجنوبية ويتصاعد، ولا يزال احتمال توسّع الحرب مطروحاً، تثير عودة هذه الشركات ومن بينها «لوفتهانزا» الألمانية و«يورووينغز» التابعة لـ«لوفتهانزا»، و«سويس إير» الشكوك حول السبب الفعلي لانسحابها المباغت من مطار بيروت سابقاً، وعما إذا كان يندرج في إطار الضغط السياسي.