كيف يستعدّ لبنان للأعياد؟
“سويسرا الشرق” هكذا كان لقب لبنان في عصرٍ مضى… بلدٌ مضيءٌ لا يعرف سوى الفرح والسهر والاحتفالات وصالات السينما التي يعمّها النّاس والطّبل والزّمر والدبكة على أنواعها.
بلدٌ يتميّز بطبيعته الخلابة، ببحره وبرّه ووديانه. في المدينة لا ترفّ العين وفي الجبل حيث أهالي الكرم والضيافة والسهر تحت العريشة وأوراق التّين.
هكذا عرف لبنان في عصره المضيء يومذاك. ولكن، ربّما موقعه الجغرافي “النّعمة”، تحوّل إلى “نقمةٍ” بعد حينٍ، ليصبح مساحة حروب شُنت على أنواعها. آخرها حرب غزّة المدمّرة في فلسطين، التي شنّتها “اسرائيل” ودمّرت أرضها وأبادت أطفالها ونساءها ورجالها.
الوضع مماثلٌ في جنوب لبنان، استشهد أكثر من مئة مواطنٍ لبنانيٍ حتّى الساعة، بسبب هذه الحرب التي اندلعت منذ حوالى الشهرين. فماذا سنتوقّع من بلدٍ منكوبٍ يعيش فترات الحرب؟ وكيف سيستقبل لبنان الأعياد الميلادية هذا العام؟
البلد ليس بخيرٍ.. والحفلات نادرة
في الماضي القريب، طلب السفراء الأجانب من رعاياهم مغادرة لبنان، وهذه كانت النقطة الفاصلة التي ساهمت في تدهور الوضع أكثر فأكثر.
المغتربون يصعب عليهم المجيء مجددًا إلى البلاد في هذه الأوضاع الصعبة ، هكذا وصف المشهد نقيب الفنادق بيار الأشقر، للدّيار.
وقال إنّنا في حربٍ، وهذا يعني الكثير. يعني أنّ البلد ليس بخيرٍ بتاتًا ولا نحنُ.الفنادق شبه خالية، والأعياد ستحلّ على 10 % فقط من الفنادق والمطاعم الصغيرة.
وأكّد: الفنادق الكبيرة والضخمة لن تحتفل هذا العام، أمّا تلك الصغيرة التي غالبًا ما تعدّ سهرات متواضعة مع dj كلّ يوم سبتٍ وأحدٍ ستقوم بما يمكنها فعله كالمعتاد.
ويشير الأشقر، إلى أنّنا خسرنا الـ50 ألف مغتربٍ هذا العام. ومن أراد السّفر والعودة للاحتفال مع عائلته، سيعيّد مع عائلته في المنزل، وهنا الضرر الأكبر للفنادق والمطاعم الكبيرة.
وختم متأسفًا: في السابق، كنّا نعمل في فترة الأعياد إبتداءً من 20 كانون الأول وصولًا لـ 5 كانون الثاني، من دون توقّفٍ. ولكن هذا العام، الوضع مختلفٌ تمامًا.
لفاريّا… الحصّة الكبرى
في كلّ عامٍ في مثل هذه الأيام، تدخل فاريا حالة التأهب لتستقبل الزبائن للاحتفال بعيدي الميلاد ورأس السنة والتزلج فماذا عن هذا العام؟
يؤكد رئيس بلدية فاريا ميشال سلامة للدّيار، أنّ بلدية فاريّا تختلف عن باقي المناطق، ايجابًا، لأنّها منطقة مقصودة في فصل الشتاء، لا سيّما في فترة الأعياد.
ويقول: رغم أنّ البلاد ليست بأفضل حال نتيجة الحرب الجارية في جنوب لبنان، وعلمًا بأنّ الموسم تأخّر هذا العام، لكنّنا اليوم بدأنا نلمس تحسّنًا من ناحية الاكتظاظ والاحتفال والحجوزات الواضحة أمامنا والحمد لله.
ويشير إلى أنّ بلدة فاريّا تبقى صامدة لو مهما حصل في البلاد من أحداثٍ أمنيةٍ سياسيةٍ اقتصاديةٍ، لأنها منطقة مقصودة ومكان جذبٍ للبنانيين والمغتربين والأجانب.
المنتجعات السياحية جاهزة لاستقبال المغتربين
موسم الشتاء ينادي اللبنانيين عامةً والمغتربين خاصةً، للتمتع بالسياحة الشتوية، لكنّ الطبقة الفقيرة والعادية ليست بخير.
وبحسب بعض الملمّين بقطاع السياحة، الموسم السياحي سيكون واعدًا في مناطق معيّنة مثل البترون وفاريّا وزحلة، ومتواضعًا في مناطق أخرى مثل بيروت والجنوب والضيع والأماكن المجاورة.
ولكن، في ظل اشتداد الأزمة الاقتصادية، سيتأثر الوضع العام ولو بشكلٍ أو بآخر، ليكون صعبًا للأشخاص الذين يتقاضون رواتبهم بالعملة الوطنية، ولكلّ من يُعتبر من الطبقة العادية والفقيرة، ليكون العيد حكرًا على الأغنياء فقط.
مهما ضاقت الأحوال بلبنان، وما بين المنتجعات السياحية العديدة في لبنان، وبيوت الضيافة الجذابة في كل المناطق، والفنادق الفخمة والمطاعم العريقة، يؤكّد لبنان مرّة جديدة أنه بلد الحياة والفرح والسياحة والجمال، ساعيًا الى تخطّي كل أزماته لأنّو “العيد بالقلب”.