إقفال “مركز نفوس” مرجعيون… ضربة في زمن العيد
رغم استمرار الحرب مع اقتراب عيد الميلاد، قرّر بعض القرى عدم الإنصياع لفوهات المدافع وأزيز القصف والغارات. فالميلاد يعني الحبّ والسلام، وهذا ما يحتاج اليه اللبنانيون، ولا سيما الجنوبيون. ربما لن تتمكن بلدة علما الشعب من الإحتفال. لم ترفع شجرة العيد والزينة في شوارعها. لم تجتمع العائلة لتحضير الحلوى، غير أنها ستحتفي بما هو أهمّ وأعمق أي الصلاة والدعاء لزوال الشدّة، على ما يؤكّد أبناء البلدة ممن قرروا الصمود حتى الرمق الأخير.
أمّا بلدية مرجعيون، فرفعت شجرة الميلاد وأضاءتها بمبادرة من رئيسها، وإن كانت ألغت الاحتفالية السنوية التي كانت تقام في ساحة البلدة وسط زينة الميلاد.
«سيقتصر العيد في المنازل»، يقول «ربيع» الذي رفع شجرة صغيرة داخل بيته، مشدّداً على «أنّ الحرب لن تمنعنا من الاحتفال بولادة السيّد المسيح سيّد السلام». ولفت مختار مرجعيون كامل رزوق إلى أنّه رغم غياب أجواء العيد، «قرّرنا التحدي والإحتفال برفع شجرة الصمود».
كان متوقعاً تبعاً لرزوق أن يمضي عدد من أبناء مرجعيون المغتربين فترة الأعياد في بلدتهم، «كثيرون تواصلوا معي لأجل تجديد جوازات السفر والاستحصال على إخراج قيد، إلّا أنّ الدولة قررت معايدة أبناء قرى قضاء مرجعيون بإقفال دائرة النفوس، الدائرة الحكومية الوحيدة التي كانت تعمل، ونقلها إلى منطقة النبطية»، الأمر الذي اعتبره رزوق «ضربة موجعة للأهالي الصامدين في زمن الأعياد».
ويسأل المختار «كيف سينجز الأهالي في قرى مرجعيون ودبين وبلاط وابل السقي والقليعة وبرج الملوك اخراجات القيد الخاصة بهم، ألا يكفي إقفال المساحة العقارية ومركز الأمن العام، حتى أهدتنا الدولة قراراً بإقفال النفوس؟». يضيف: «قد يكون مبرّراً قرار الدولة نقل دائرة نفوس ميس الجبل بسبب القصف المستمر للبلدة وخلو القرى من سكانها، غير أن نقل نفوس مرجعيون غير مبرر، فهذه القرى لم تتعرض للقصف وما زالت الحياة فيها شبه عادية، وما زال موزعو المواد الغذائية وغيرها يحضرون إلى القرى، حتى الطريق نحو حاصبيا والبقاع ما زالت مفتوحة».
وكشف رزوق أنه ومخاتير القرى يحضّرون لرفع عريضة إلى وزير الداخلية يعلنون فيها رفضهم نقل نفوس مرجعيون.
بنقل دائرة النفوس تنتهي كل مقومات الحياة في هذه القرى، ومن قرّر قضاء عطلة الأعياد عدل عن رأيه: «شو بدو يجي يعمل، المغترب همه تجديد جواز سفره، الآن يحضر إلى النبطية ينجز ويرحل. الدولة متواطئة على الناس هنا، تدفعهم إلى الرحيل».