ما موقف نقابتي الأطباء والمعالجين من الإعلانات والتضليل على الفضاء الالكتروني؟
ينجرف بعض روّاد مواقع التواصل الإجتماعي وراء فيديوات يروّجها أطباء ومعالجون فيزيائيون بنفحة إعلانية ودعائية تدّعي من خلالها شفاء المستهلك من أوجاعه أو توفر في بعضها العلاج للوصول الى رشاقة غير مسبوقة، أو عودة الشباب بمجرد غرز إبرة أو إبرتين لإزالة بداية ملامح الشيخوخة عن بعض الوجوه.
يواجه بعض “السادة المتابعين” لوسائل الإعلام تضخيماً إعلانياً يصل الى إضافة تخصص آخر- لا يمتّ بصلة الى صاحبه – الى الصفة التعريفية لطبيب البشرة، مثلاً، وهو تخصص طب التجميل، ما يزيد حماسة النساء للتواصل مع صاحب العلاقة، اي الطبيب نفسه.
ما هو موقف نقابتي الأطباء والمعالجين الفيزيائيين من هذا المنحى الدعائي، وهل مَن يراقب فعلياً هذا التضليل القائم وانتحال صفة مضافة الى مهام الطبيب او المعالج الفيزيائي؟
نقيب الأطباء الدكتور يوسف بخاش دعا في اتصال مع “النهار” الناس الى “التواصل مع الادارة الطبية في النقابة في حال وقعوا ضحية أي إعلان تضليلي من طبيب يدّعي مثلاً أنه طبيب عام ومتمرس بتخصص الطب التجميلي، أو حتى أن يجمع طبيب البشرة تخصص الجراحة التجميلية مع ما يلمّ به، لمجرد جذب الزبائن”، مشيراً الى أن “بعض الزملاء المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي رصدوا شكاوى ضد 12 طبيباً ادّعوا عبر هذه الوسائل أو على مدخل عياداتهم أنهم ابتكروا وصفة سحرية، أو أوهموا المريض بجدوى عملية جراحية لشفط الدهون أو غرز إبرة لمحو أثر العمر عن ملامح الوجه”.
وأكد بخاش “أننا نحيل الشكوى الى التحقيق على أن يمثل الطبيب في حال ثبتت عليه التهمة أمام المجلس التأديبي في النقابة”.
ولفت الى أن “الظهور الاعلاني عبر وسائل الاعلام على إختلافها خاضع للقانون الاداري الطبي، الذي يفرض رفع طلب للنقابة في هذا الخصوص قبل 42 ساعة من موعد المقابلة”، مشيراً الى أن “على الطبيب أن يُعلم النقابة بالمقابلة شرط أن تندرج في سياق تخصصه وان تكون مراعية للمعايير المعتمدة وأخلاقيات المهنة”.
ماذا عن انتحال الصفة؟ قال: “نبلغ وزارة الصحة بهذا الأمر، وهي التي تلاحق الموضوع في حال توافر لها الجهاز المطلوب”.
واعتبر “أننا نواجه اليوم مشكلة أساسية مع وسائل التواصل الإجتماعي لأنها لا تخضع للقانون اللبناني كونها وسائل رقمية وعابرة للحدود، ونحن لا يمكننا التحكم بهذا الفضاء الافتراضي. أضف أن مجلس النواب لم يقر الى الآن النظم القانونية للتعاطي مع هذا الموضوع”، متمنياً “التعامل مع المهنة بأخلاقيات تليق برسالة الطبيب”.
أما نقيبة المعالجين الفيزيائيين الدكتورة سيدة ساسين صهيون فشددت في اتصال مع “النهار” على أهمية وسائل التواصل الإجتماعي، “ولكن بعض الأشخاص وبخاصة المنتسبين إلى نقابة إلزامية مهنية كنقابة المعالجين الفيزيائيين في لبنان، هم مقيدون بقوانينها ونظامها الداخلي الذي يرعى ويعالج هذه المسائل، والتي نسعى حالياً لتطويرها لمواكبة اتساع مواقع التواصل”.
و أكدت أن “بعض المنتسبين استغلوا هذه المواقع من أجل الدعاية لشخصهم أو لمراكز العلاج الفيزيائي المرخصة باسمهم، أو عرض محتوى غير لائق بالمهنة ويمسّ شرفها أو كرامتها، وهذا العمل مخالف لقوانين النقابة ولنظامها الداخلي، خصوصا أنه عند طلب الانتساب إلى النقابة يتعهد طالب الانتساب التقيد بقوانين النقابة والمحافظة على آدابها، وكرامتها، وشرفها، واستقامته”.
وعما إذا كانت النقابة قادرة على متابعة هذا الاستغلال قالت: “بالرغم من عدم قدرة النقابة وجهازها الإداري على متابعة ومراقبة ورصد كل صفحات التواصل الاجتماعي، فإنها تسعى مع المجلس التأديبي إلى دعوة كل زميل منتسب، تبين ان في حقه شكوى أو وجدت أن محتوى صفحته على أي موقع تواصل اجتماعي، يعرّض مهنته وكرامتها ويمس شرفها، إلى مركز النقابة لمساءلته وتنبيهه، وفي حال عدم استجابته وحذف المضمون المشكو منه يحال فوراً إلى المجلس التأديبي ليصار إلى محاكمته أصولاً بشكل سرّي، ومن الزملاء مَن صدرت بحقهم أحكام تأديبية كمنعهم من ممارسة مهنة العلاج الفيزيائي نهائياً، وتم شطب اسمائهم من جدول النقابة لمخالفتهم أحكام الفقرة 9 من المادة 29 من النظام الداخلي لجهة المنع عن الإعلان والدعاية من دون موافقة المجلس أو النقيب، أو لتجاوزهم حدود اللياقة والأداب العامة في ظهورهم على هذه المواقع”.