ماذا سيناقش مجلس الوزراء في ملفّ اللاجئين السوريّين؟
كأنه ينقص جلسة مجلس الوزراء، يوم الجمعة المقبل، مزيد من التحديات أو الملفات الشائكة كي يضاف توتر الى توترها الأصلي، إذ برز من بين بنود جدول الأعمال المقرر، “مناقشة التقرير الدوري لملف اللاجئين”. فماذا يعني هذا البند أصلاً؟
بين فترة وأخرى، كان مجلس الوزراء يتطرق الى بند اللاجئين السوريين في #لبنان، ولا سيما عندما كبر هذا الملف وتحوّل ملفاً دسماً وثقيلاً، على كاهل السلطة اللبنانية ومؤسساتها. لكن ماذا تعني “المتابعة الدورية”، وماذا عن القرارات السابقة في هذا الإطار؟
يجيب وزير شؤون المهجرين عصام شرف الدين “النهار”: ” دورياً، كان مجلس الوزراء يناقش هذا الأمر. إنه ليس بالأمر الطارئ أو الجديد. أما مناقشته يوم الجمعة، فهي لا شك تتعلق بزيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لجنيف ومشاركته في “المنتدى العالمي للاجئين”، اذ سيطلع مجلس الوزراء على نتيجة زيارته وما إن كان ثمة جديد في هذا الملف”.
من جنيف، طالب ميقاتي في الكلمة التي ألقاها أمام المنتدى “المجتمع الدولي بمساندة لبنان في هذه القضية”، إذ قال: “ينبغي أن نتشارك وإياكم تحدّي معالجة النزوح السوري، وأن تضعوا هذا الأمر في سلم الأولويات، لأننا بتنا على شفير الانهيار الكلي”، وتابع: “لن نبقى مكتوفي الأيدي ونتلقى الأزمات المتتالية وأن يعتبرنا البعض مشاريع أوطان بديلة، بل سننقذ وطننا وسنحصن أنفسنا لأننا أصحاب الحق أولاً وأخيراً في العيش بوطننا بعزة وكرامة”.
أمام هذا المطلب اللبناني الواضح والصريح، لا بد أن يكون ثمة إطار لبناني – محلي للتصدي لهذا الملف الشائك الذي يكبر تباعاً، فهل من إجراءات فعلية؟
تفكيك الشبكات
من المعلوم، أنه سبق لمجلس الوزراء أن اتخذ سلسلة إجراءات وتدابير وزعت على أكثر من وزارة تحت عنوان عريض “مواجهة اللجوء السوري”.
كان ذلك قبل اندلاع طوفان الأقصى، فهل من مفاعيل عملية لهذه التدابير؟
يؤكد شرف الدين أن “مجلس الوزراء، عبر لجنة السرايا أيضاً، كان يتابع الأمر دورياً للوقوف عند الإجراءات التي كلّفت بها أكثر من وزارة. ومؤخراً، عقد اجتماع – متابعة، في حضور المعنيين من الوزراء والأمنيين، من قائد الجيش العماد جوزف عون الى المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، للوقوف تحديداً عند الأعداد الوافدة أخيراً وسبل مواجهة الأمر. من هنا، فإن مجلس الوزراء يعكف بين الحين والآخر على متابعة النقاش في هذا الملف. ودورياً أيضاً، تطلعنا كل وزارة على جانب من الإجراءات التي سبق أن بدأتها، كل حسب إطار اختصاصها، لمواجهة اللجوء، إن كان مثلاً على صعيد البلديات أو القائمقاميات أو المنظمات المحلية والدولية”.
أما اليوم، فإن أمرين سيناقشهما مجلس الوزراء خلال جلسة الجمعة، وفق شرف الدين: “نتائج مشاركة لبنان في مؤتمر جنيف، والأعداد الوافدة التي دخلت أخيراً لبنان، وهي ليست بأعداد قليلة”.
وعند هذه المسألة، يتوقف شرف الدين، وهو الذي تابع ملف اللاجئين منذ بداياته. يقول صراحة: “سبق أن ناقشنا هذا الأمر مراراً، لكن يا للأسف لم نصل بعد الى رادع حقيقي تجاه هذا الأمر”.
يتدارك: “هذه خطورة كبيرة. لذلك، طالبت ولا أزال أكرّر بضرورة أن يزور وفد لبناني دمشق من أجل تشكيل لجنة مشتركة يكون هدفها الأول والأساسي تفكيك الشبكات المحميّة من الجهتين لضبط المسارب ومنع توافد أعداد من اللاجئين بهذه السهولة أو هذا الفلتان”.
إنه الفلتان الذي يشرّع أبواب هذه الجمهورية، تارة لعدوان على الأراضي، وطوراً لتأثير ديموغرافي قد يطيح بصورة لبنان في المستقبل! فمتى ستثمر هذه المتابعات الدورية حلاً دائماً لملف اللاجئين، لا مجرد مناقشة أو متابعة روتينية – إدارية بين الحين والآخر؟!