قطاع المواشي في كفرشوبا مهدّد بالإنقراض!
يوماً بعد آخر، تنكشف معاناة الأهالي الحياتية في قرى الشريط الحدودي، ثمة قطاعات مهدّدة بالانقراض. فبعد القطاع الزراعي يبدو أنّ تربية المواشي مهدّدة وقد دخلت مرحلة الخطر. خسائر بالجملة تكبّدها رعاة بلدة كفرشوبا، وتقدّر وفق رئيس بلديتها قاسم القادري بأكثر من 500 ألف دولار، مؤكداً أنّ الثروة الحيوانية في البلدة مهدّدة.
ما يقارب 5000 رأس غنم وماعز في كفرشوبا وحدها، 700 رأس يمتلكها الراعي ناصر إسماعيل الذي تقدّر خسارته بمفرده بنحو 30 ألف دولار، عدا خسارته رؤوس ماعز وغنم جرّاء نفوقها بسبب القصف. «إخترب بيتنا» بهذه العبارة يحاول وصف حاله، هو واحد من أكثر من 15 راعياً يشكّلون 6 في المئة من سكان البلدة أصيبوا بنكسة الحرب، يقول إنه اضطرّ لنقل ماشيته من كفرشوبا الى بلدة «مدوخا» في البقاع الشرقي هرباً من القصف الذي طال كفرشوبا، وكلّفته عملية نقلها قرابة 1000 دولار.
كان ناصر يعوّل، كما كل الرعاة، على موسم «تعشير» الماعز، غير أنّ المصيبة حلّت عليهم، كما يقول، «طرّحت الماعز» وخسرنا موسم الحليب الذي ننتظره في هذا الشهر. وبحسابه، إنّ خسارته بسبب هذا الأمر فقط 30 ألف دولار، «خسرنا موسمين معاً وهذه كارثة حقيقية علينا».
معظم رعاة الماشية في كفرشوبا باعوا ماشيتهم بسبب فقدانهم المراعي، إذ من الصعب توفرها، يقول ناصر إنهم «باعوها بنصف السعر فالعنزة التي يقدّر سعرها بـ150 دولاراً بيعت بـ60 دولاراً، بسبب فقدان المراعي وغلاء الأعلاف، فطنّ العلف سعره 500 دولار».
بعد خسارته الكبيرة، عاد ناصر أدراجه بقطيعه الى كفرشوبا، لتقليل خسارته نسبياً، كما يقول، «الماشية مرضت بسبب تغيّر الطقس، بعضها نفق، فضلاً عن أننا لم نجد مراعي لها، وليس بمقدوري شراء طن علف بـ500 دولار كل 5 أيام، أضف أنّ العلف مضروب ويسبّب أمراضاً تودي بالماعز والغنم». يخرج ناصر حالياً بقطيعه في جبال كفرشوبا كلّما سنحت الفرصة، أو كما يقول «فترة هدوء القصف، فالحرب لا تمرّ إلا على المقاتل والراعي الذي يسرح في الجبال».
يعيش مأساة حقيقية، فالثروة الحيوانية مهدّدة، على حدّ قوله، لعدّة أسباب «الحرب، والفوسفور وقد غزا الحقول، وإذا نبت العشب، وأكله الماعز يموت، وغياب المراعي، معظم أحراج كفرشوبا يتعمّد العدو الإسرائيلي حرقها، وهذه مراعٍ نخسرها».
لم يسأل أحد عن معاناة هذا القطاع يقول ناصر، حتى وزارة الزراعة لم تسأل عنهم، أقلّه لتحذيرهم من الرعي في مناطق تعرّضت للفوسفور، و»إذا بقيت الحال على ما هي عليه فقد أضطرّ لبيع ثروتي التي أعيش منها، فلا بديل أمامي، وإن كان الثمن سيكون بخساً بسبب استغلال التجار حالنا».
لا يخفي رئيس بلدية كفرشوبا حجم هذه الكارثة، بل يؤكد أنّ ثروة كفرشوبا الحيوانية مهدّدة بالانقراض، و»لم يسأل أحد عن حال الرعاة ولا عن خسائرهم الكبيرة». وبحسبه، قسم من هذه الثروة ضاع أثناء القصف، وقسم نفق وقسم مهدّد بسبب الأوضاع»، مؤكداً أن «مجلس الجنوب طلب إحصاء أضرار المنازل والزراعة والثروة الحيوانية، وأرسلها لكي توضع لدى مجلس الوزراء للبحث في آلية تأمين مصدر تمويل لها، وبالطبع هذه عملية قد تطول، ولن يدفع الثمن سوى الرعاة الذين يضطرّون لبيع مواشيهم على مضض لكي يعيشوا، أما الدولة فغائبة كلّياً».