عـمـالـة الأطفـال ورثة «كار» أم حالة «فقر»؟
… أياد خشنت ونال منها التراب وخشونة العيش.
أطفال يئنون من أوجاع الدهر وهمومه، يبيعون، يعملون، يتسولون ولا يشترون، تعددت الوجوه والمشهد واحد.
أطفال عاملون في شتى المجالات
كسب سهل، أو عمل مضن لا يطيقونه إنهم يعملون قبل الأوان
… هم كثر يملأون الشوارع والأحياء يسمعون ويشاهدون كل شيء وما يجري في الأماكن العامة.
أطفال وفتية ومنهم لا يحسن الكلام بعد تعلموا لغة الناس كل الناس يخاطبونهم بشتى التعابير واللهجات…
ورثة «كار» أم حالة «فقر»؟ أسئلة كثيرة تلاحقك عندما تراهم وهم يلاحقون من في الشارع أو البيوت، تقف حائراً أمام هذه الصورة التي قد تفجر عندك «الحمية أو «الاستهزاء» أو «الكره» لمن بعثر أحلامهم وطموحهم في غياهب الدهر..
… هذا الفتى الذي كان من المفروض أن يكون في المدرسة ليواجه المستقبل بخطوة ثابتة ماذا سيفعل عندما يصبح أباً؟ هل سيعلم أبناءه ما تعلمه وما ورثه من أبائه؟
هؤلاء هم رجـال الغد لهذا الوطن. ماذا لو ازداد عددهم يوماً بعد يوم؟
ماذا لو غصّت بهم الأزقة، فكيف سيكون الحال عندئذ؟
… ومنهم من يخاطبك بلسان العفة والعفو طالباً العون والمساعدة، وفي عينيه نظرات الخـوف، والدمعة قد جمدتها حرارة الصغر في فؤاده، وكأنه مرغم على متابعة هذا الطريقة المؤلم أو ملاحق من عيون لا نراها، وحده يعلم بعاقبة الأمـور عند رجوعه إلى مأواه.
… ومنهم من يتابعك بعبارات المودة محدودة يده، وكأن الدهر قد رمى به مـن الأعلى وأصبح معاقاً غير قادر على العيش ومن معـه من عائلتـه، محاولاً إفهامك بأنه المعيل الوحيد وسنوات عمره لا تتعدى أصابع اليدين.
وآخر يطلب خدمتك مقابل «إجرة» متوسلاً وملحاً.
إن هذه المشاهد تصادف كل من كان ماراً. فليفكر كل واحد من هذا المجتمع، فماذا لو كان هذا الطفل ابنه أو أخاه؟ وهو يسمع ما «طاب» من الحديث – كلام في السياسة أو التجارة أو العتاب أو أحداث تجـري «تمتع» السمع والبصر.
إن هذا الطفل أو ذاك الفتى، سيكون آلة تسجيل لكل ما يجري من حوله وحصاده في المستقبل لأبنائه في التربية والتعليم سيكون قاسياً ومريراً.
فإلى متى سنبقى أمام هذه الصورة القاتمة لا نفعل شيئاً؟
أو ليس من حقهم العلم والمعرفة، أو ليس من حقهم الـعيش في براءة الأحـلام وفرحـة الأعياد والطفولة والفرحة بين الألعاب. أين هو لسان المتعة في كلامهم وضحكة النقاء في قلوبهم؟
ترى من سيتحمل المسؤولية أخيراً وعلى من تنعكس «الكبائر» من الأمور وكيف سنبني مستقبلاً لهؤلاء، لا بل لنا جميعاً،
ومن سيلاحق وينفذ التواقيع من القرارات ليحصّن الأيام القادمة لهذا الوطن.