الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية السياحة بالإمارة لـ «الاتحاد»: إجراءات لتعزيز استدامة المواقع السياحية برأس الخيمة
قال راكي فيليبس، الرئيس التنفيذي لهيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة، إن جميع مشاريع الفنادق ومناطق الجذب السياحي بالإمارة يتم بناؤها وفقاً لمعايير الاستدامة، تنفيذاً لاستراتيجية الوجهة السياحية المستدامة التي أطلقتها الهيئة والتزامها في تحقيق طموحها بأن تصبح رأس الخيمة الوجهة المحلية والإقليمية الرائدة في مجال السياحة المستدامة بحلول 2025.
وأكد فيليبس لـ «الاتحاد» أن هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة اتخذت مؤخراً عدداً من الإجراءات والمبادرات في إطار سعيها لتعزيز مفهوم الاستدامة في المواقع السياحية في الإمارة، حيث تم تطوير «استراتيجية الوجهة السياحية المستدامة» في سبتمبر 2021، بما في ذلك المبادئ التوجيهية المجتمعية وخطة العمل التنفيذية والتي تم إقرارها في يوليو 2022.
وأضاف: «بدأنا في طرح خطة تنفيذ استراتيجية الاستدامة والتي تضمنت مبادرة «هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة المسؤولة» – وهو برنامج اعتماد الأعمال السياحية».
ومن الإنجازات التي تم تحقيقها في القطاع السياحي برأس الخيمة مع تنفيذ الاستراتيجية، قال فيليبس: «في أكتوبر من هذا العام، حصلت رأس الخيمة على الشهادة الفضية في مجال الاستدامة من مؤسسة «إيرث تشيك»، وهذا الإنجاز يجعل الإمارة أول وجهة في الشرق الأوسط، ومن بين قلائل الوجهات في العالم التي تحصل على هذه الشهادة، وتعد هذه خطوة هامة في تحقيق طموحنا بأن نصبح الوجهة المحلية والإقليمية الرائدة في مجال السياحة المستدامة بحلول عام 2025».
الشهادة الفضية
وقال: «حصلت العديد من المؤسسات، بما فيها الفنادق والمعالم السياحية وشركات السفر في الإمارة، خلال عام 2023 على الشهادة الفضية من مؤسسة «إيرث تشيك»، برنامج شهادات الاعتماد الرائد عالمياً للوجهات السياحية، وذلك في إطار برنامج «هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة المسؤولة».
وأضاف فيليبس: «في أكتوبر من هذا العام، حصلت رأس الخيمة على الشهادة الفضية في مجال الاستدامة من المؤسسة ذاتها، وهذا الإنجاز يجعل الإمارة أول وجهة في الشرق الأوسط، ومن بين قلائل الوجهات في العالم التي تحصل على هذه الشهادة، وتعد هذه خطوة هامة في تحقيق طموحنا بأن نصبح الوجهة المحلية والإقليمية الرائدة في مجال السياحة المستدامة بحلول عام 2025».
وشدد فيليبس على «أن الاستدامة ليست مجرد أجندة يتم إعدادها لمرة واحدة أو فقط التحول نحو نظام أخضر وحسب، بل هي عملية مستمرة تتطلب التزاماً طويل الأمد يغطي كافة جوانب استراتيجيتنا المتعلقة بتنمية السياحة، حيث نقوم بمشاريع تطوير الفنادق بطريقة مسؤولة، بدءاً من استخدام مواد البناء المستدامة والتقنيات الموفرة للطاقة».
إرث ثقافي
وأضاف: «تساهم رأس الخيمة بالحفاظ على الإرث الثقافي، حيث تحتضن أكثر من 1000 موقع أثري، أربعة منها مدرجة على القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)».
وقال:«تمثل الجزيرة الحمراء خير دليل على عمليات التجديد المرحلية المرتكزة على المواد المستدامة لدعم البنية التحتية الحالية. ولا يمكننا أيضاً أن ننسى أهمية الإمارة على صعيد قابلية العيش والمجتمع، إذ نستضيف أكثر من 50 فعالية سنوياً، بما فيها مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية وسباق نصف ماراثون رأس الخيمة، وغيرها من الفعاليات التي تعزز التفاعل المجتمعي في الإمارة».
وفيما يتعلق بأهداف الاستدامة للهيئة على صعيدي الحد من استهلاك الطاقة والمياه وتقليل الانبعاثات الكربونية، قال فيليبس: «تبدأ الممارسة الجيدة لإدارة قطاع السياحة بشكل أكثر استدامة بقياس وفهم تأثير السياحة على محيطها وبيئتها وعلى المجتمعات المحلية. كما توجد بعض العوامل الرئيسية التي نحتاج إلى أخذها في عين الاعتبار، بما فيها كيفية استخدام الوجهة للموارد الثمينة مثل المياه والطاقة، وطرق إدارتها للنفايات».
وأضاف: «كجزء من برنامجنا للوجهات السياحية المستدامة بالتعاون مع مؤسسة «إيرث تشيك»، نقوم بمراقبة أهداف الاستدامة وقياس أدائها وتدقيقها عبر 10 مؤشرات للاستدامة، من استهلاك الطاقة والمياه إلى إدارة النفايات وتحليل البصمة الكربونية والمشاركة المجتمعية».
ويقول فيليبس: «يوضح قياس الأداء الذي قامت به رأس الخيمة، كجزء من برنامج شهادات اعتماد مؤسسة «إيرث تشيك»، التقدم الكبير المحقق بالفعل في بعض المجالات. على سبيل المثال، في عام 2022، كان استهلاك رأس الخيمة من الطاقة أفضل بنسبة 23% من مستوى خط الأساس، مع تحقيق وفورات قدرها 12.4 مليون جيجا جول منذ عام 2021».
وأضاف: «كما كانت انبعاثات غازات الدفيئة أفضل بنسبة 29% من مستوى خط الأساس، حيث حققت الإمارة وفورات بلغت 1.8 مليون طن من الانبعاثات الكربونية اعتباراً من عام 2021، حيث يكتسب الأمر أهمية أكبر عند النظر في التحديات التي يفرضها مناخ المنطقة، مما يتطلب اتباع نهج أكثر فعالية لإدارة استهلاك الطاقة والمياه من أجل تلبية المتطلبات الصارمة للبرنامج».
طبيعة خلابة
أكد فيلبس: «تشتهر رأس الخيمة بإمارة الطبيعة الخلابة، ما يفرض عليها مسؤولية كبيرة لتعزيز وحماية مناظرها الطبيعية المذهلة وتراثها الثقافي الغني. ومن أبرز خطواتنا في هذا الاتجاه شبكتنا المتميزة من مسارات المشي الآمنة التي تتم صيانتها بعناية للسماح للمقيمين والزوار بالاستمتاع بالهواء الطلق والاحتفاء بالتضاريس الرائعة التي تشتهر بها الإمارة». وأضاف: «من شأن النهج التعاوني أن يضمن للوجهات الاستفادة من السياحة لتعزيز التبادل الثقافي والتفاهم بين زوار الوجهة وسكانها المحليين، ولذلك أطلقنا تجربة سياحية بالتعاون مع قبائل الجبال المحلية، إضافة إلى تنظيم فعاليات مثل تحدي «هايلاندر» للمسير الجبلي لمسافات طويلة بدعم من مجتمعات القرى الجبلية الرائعة». وقال فيليبس: «تعد الإمارة موطناً لأعلى سلسلة جبلية في دولة الإمارات، والتي احتضنت بدورها أجيالاً من القبائل. وتتجذر الاستدامة في طريقة معيشة هذه القبائل بشكل طبيعي منذ مئات السنين، حيث كانت تعتمد الممارسات المستدامة مثل استخدام الوصفات الطبيعية والمعرفة التقليدية المتوافقة مع بيئتها المحيطة. وهذا يوضح كيف كانت الممارسات المستدامة جزءاً لا يتجزأ من ثقافتنا المحلية على مدار قرون».
شهادات اعتماد
قال فيليبس: «يضمن برنامج شهادات اعتماد الأعمال السياحية، والمدعوم بعلوم وبيانات مؤسسة «إيرث تشيك»، للشركات قياس أثرها البيئي بشكل مناسب، حيث يضم البرنامج بالفعل أكثر من 25 شركة سياحية، بما فيها هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة وريتز كارلتون رأس الخيمة شاطئ الحمرا ومنتجع الكوف روتانا، وجيس فلايت «أطول مسار انزلاق في العالم»، وتجربة جايس سليدر «أطول رحلة على الزلاجة في المنطقة»، ومطعم 1484 باي بورو «المطعم الأعلى ارتفاعاً في الإمارات»، ومخيم بير جريلز للمستكشفين، ومكتب إدارة الترفيه في رأس الخيمة، وشركة صفا راك السياحية».
وأضاف: «من المقرر أن تحصل المزيد من الجهات وأصحاب المصلحة على التصنيف الفضي من برنامج «هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة المسؤولة».
الوجهة المستدامة
حول «استراتيجية الوجهة السياحة المستدامة» لجعل إمارة رأس الخيمة وجهة رائدة إقليمياً في مجال السياحة الصديقة للبيئة بحلول عام 2025، أكد فيليبس: «نسير على الطريق الصحيح لتحقيق هدفنا المتمثل في أن نصبح وجهةً رائدة إقليمياً للسياحة المستدامة بحلول عام 2025. وتعد الشهادة الفضية التي منحتها لنا مؤسسة «إيرث تشيك» في وقت سابق من هذا العام إحدى المحطات الرئيسية في رحلتنا هذه».
وقال: «نحن جزء أيضاً من برنامج «أساسيات استدامة الفنادق» الذي أطلقه المجلس العالمي للسفر والسياحة، وهو نظام تحقق عبر الإنترنت خاص بالفنادق في جميع أنحاء العالم. وتم تطبيق البرنامج بالتعاون مع شركتي «Green Keys» و«SGS»، وهو يتيح للفنادق التحقق رسمياً من استيفائها لثمانية من أصل 12 معياراً محدداً خلال السنة الأولى، وإظهار التزامها بالعمل لتحقيق كافة المعايير المحددة بحلول السنة الثالثة.
وأضاف:«ومن خلال التعاون مع جهات الاعتماد الثلاثة هذه، نقوم بإضافة عنصر تدقيق إضافي جديد لتجنب ظاهرة الغسل الأخضر التي تضل المستهلكين لإعطاء انطباع مزيف للتظاهر بالممارسات البيئية».
أهداف قوية
قال راكي فيليبس: «تلتزم شركة «وين ريزورتس» بأهداف قوية في مجال الاستدامة، بما فيها تحقيق صافي الانبعاثات الصفري بحلول عام 2050 من خلال خفض أو تعويض الانبعاثات الكربونية التي تنتجها عملياتها في موعد لا يتجاوز عام 2050. كما تهدف إلى وقف وعكس النمو السنوي لانبعاثاتها التشغيلية من غاز ثاني أوكسيد الكربون، بالإضافة إلى تعزيز إمداداتها من الطاقة المتجددة المنتجة أو المشتراة لتشكل 50% على الأقل من إجمالي استهلاكها بحلول عام 2030».
وأضاف: «ساهمت ممارسات الشركة في التصميم والتطوير المستدام في حصول مبانيها على شهادتي التصنيف البلاتيني LEED و«فور جرين جلوبس» على المستوى العالمي».
وقال فيلبس: «نعمل على تطوير مرافق إقامة مستدامة في جبل جيس، بما فيها «سيج ماونتن لودج»، وهو منتجع جبلي محمي ويحتضن وحدات إقامة صديقة للبيئة مبنية باستخدام مواد طبيعية ومستدامة».
جريدة الاتحاد ابو ظبي:رشا طبيله