هل يعود لودريان في زيارة خامسة؟!!
إنتهت جولة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان دون مفاجآت، وبلا نتائج ملموسة، وكما كان متوقعاً: لقاءات ومحادثات أشبه بالثرثرة المملة، دون التطرق إلى أفكار جديدة، ودون حدوث تغيير في المواقف، وبالتالي لا تقدم قيد خطوة، ولا أدنى إختراق في جدار الإنتخابات الرئاسية.
لا ندري لماذا تدور الدبلوماسية الفرنسية حول نفسها في هذه الفترة، وتتوالى إخفاقاتها، الواحدة تلو الاخرى، خاصة في المواقف السياسية في الشرق الأوسط، والتي كان آخرها، التأييد الفرنسي الفادح للحرب الإسرائيلية في غزة، وتسرُّع ماكرون في القدوم إلى تل أبيب، لإستلحاق زيارة الرئيس الأميركي بايدن، الذي أعلن التأييد الأميركي الأعمى للقصف الوحشي ضد الأحياء الآهلة بالمدنيين في غزة، والذي تحوّل إلى حرب إبادة جماعية ضد الأطفال والنساء، والسكوت عن تدمير المستشفيات والمدارس ومحطات الكهرباء والمياه، وتسجيل سقوط أعلى نسبة من الضحايا الأبرياء خلال خمسين يوماً، بالمقارنة مع الحروب الأخرى، وآخرها الحرب الأوكرانية المستمرة منذ أكثر عشرين شهراً.
ومع ذلك أعلن الرئيس الفرنسي تأييده لحرب نتانياهو المدمرة للحجر والبشر في قطاع غزة.
المفارقة المقلقة أن مع كل زيارة للموفد الفرنسي إلى بيروت، يتفاءل بعض اللبنانيين خيراً، عله يكون حاملاً مبادرة جديدة تفتح المجال لفتح الطريق المسدود نحو قصر بعبدا. ولكن سرعان ما تخيب آمال المتفائلين، بعدما يتبين لهم أن صاحب الوساطة الفرنسي، يحتاج إلى وساطات مع الأطراف السياسية اللبنانية، حتى يستطيع التحدث معهم بلغة مشتركة، لا إجراء حوار على طريقة حوار الطرشان!
ويبدو أن التنسيق الفرنسي مع الشركاء في اللجنة الخماسية ليس كافياً، بل يكاد يكون معدوماً، منذ التفرد في الأشهر الأولى للشغور الرئاسي بطرح معادلة (فرنجية ــ نواف سلام)، حيث يظهر التحرك الفرنسي بعيداً عن التفاهمات مع الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بالأزمة اللبنانية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية والسعودية وإيران وقطر، والأخيرة تقوم بإتصالات مباشرة مع الأطراف اللبنانية، وكان الموفد القطري الشيخ جاسم بن فهد آل ثاني، في بيروت قبل وصول لودريان ب ٤٨ ساعة فقط!
يغادر الديبلوماسي الفرنسي المخضرم لبنان اليوم، ولا ندري إذا كان سيعلن عن زيارة خامسة إلى بيروت، بعد عدة أسابيع، أو بضعة أشهر !