هوكشتاين في بيروت: رسائل وتحذيرات وإستنفارات
تشير الأجواء التي ينقلها أكثر من سفير أوروبي وغربي، إلى أن زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى الكيان الإسرائيلي، كانت في غاية الأهمية وجاءت في لحظات دقيقة وحرجة بعدما ظهر للولايات المتحدة الأميركية أنه وبعدما تخطّت الصواريخ التي يطلقها حزب الله وكتائب القسام من الجنوب اللبناني إلى العمق الإسرائيلي، سوف يتوجّه إلى القيام بغارات وقصف يطال مناطق لبنانية آمنة ومنشآت حيوية في العمق اللبناني، وربما تقوم بعملية واسعة النطاق وأقلّه على الحدود الشمالية، وهذا ما دفع هوكشتاين إلى التوجه فوراً إلى إسرائيل كموفد من الرئيس الأميركي جو بايدن.
وفي هذا الإطار، تقول مصادر سياسية بارزة أن هوكشتاين وخلال تواجده في تل أبيب، أجرى إتصالات مع مسؤولين لبنانيين ووضعهم في الصورة وقال لهم: حذار من مغبة ما يمكن أن يحصل في بلدكم، لأن هناك نوايا إسرائيلية واضحة، وبالتالي قد يقوم الكيان الصهيوني بأي عمل عسكري دون هوادة في وقت ليس ببعيد إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، وبناء على ذلك، فالسفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، تولّت نقل الرسائل إلى المسؤولين اللبنانيين، في حين جرت اتصالات مع حزب الله عبر أقنية متعددة لوضعه في الصورة، وعلى هذه الخلفية، أخذ بكلام هوكشتاين بشكل جدي لأن الأمور قد تذهب إلى تطورات لا تُحمد عقباها، وعلى هذه الخلفية، فالاتصالات مستمرة ولا يستبعد أن يزور هوكشتاين بيروت وربما أي موفد آخر، وخصوصاً أن الوضع لا زال قابلاً للتفجير ولأي عدوان محتمل في الظروف الراهنة، حتى لو جرى تبادل أسرى وحصلت هدنة في غزة، في ظل ترابط بين العمليات في غزة والساحة الجنوبية، إنما لبنان قد يشهد تحولات كبيرة إذا إستمرت الأوضاع على ما هي عليه في ظل تواجد قوى عسكرية ووجود سلاح ثقيل ونوعي على الحدود مع إسرائيل، وهناك أجواء تشي بأن إستنفارات حصلت في البقاع الأوسط والشمالي وعلى الحدود السورية-اللبنانية لهذه الغاية، ما يعني لبنان دخل مرحلة الخطر، والاتصالات جارية على قدم وساق وهناك خط مفتوح بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب والسفير الفرنسي هيرفي ماغرو إلى السفيرة الأميركية لهذه الغاية، من أجل تجنيب لبنان أي عدوان إسرائيلي كبير قد يحصل في أي توقيت إذا بقيت الأمور على هذا المنوال.