خط «مباشر» بين بيروت وتل أبيب: أنظمة تشويش على اتصالات المقاومة؟
وقالت مصادر لـ«الأخبار» إن حمولة بعض الطائرات تتضمّن أجهزة تُستخدم للتشويش، ما يثير استفسارات حول سبب نقلها إلى لبنان، وما إذا كانت مما يُستخدم للتشويش على شبكة اتصالات المقاومة في حال تدحرجِ الحرب المشتعلة جنوباً إلى حرب واسعة. وذكّرت المصادر بالدور الكبير لسلاح الإشارة التابع للمقاومة في مواجهة العدوان الإسرائيلي في تموز 2006، وهو ما أدّى لاحقاً إلى الضغط على حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، لاتخاذ القرار الشهير في 5 أيار 2008 بنزع شبكة اتصالات المقاومة.
المصادر نفسها أكّدت أن السلطات الأمنية في مطارَي بيروت وحامات «تأخذ علماً» بما تحمله الطائرات عبر المانيفست الخاص بها، من دون أن يكون هناك تدقيق جدّي في هذه الحمولات، علماً أن قاعدة حامات الجوية تفتقر إلى جهاز «سكانر».
وقد رصد موقع Intelsky المتخصّص في مراقبة حركة الطائرات في المنطقة، بين 14 تشرين الثاني الجاري و20 منه، هبوط تسع طائرات عسكرية (واحدة في حامات وثمان في مطار بيروت) تابعة لدول أعضاء في حلف الأطلسي. ففي 14 الجاري، حطّت في حامات طائرة عسكرية من طراز (Lockheed C130H Hercules) تابعة للقوات الجوية الهولندية. وبحسب الموقع، سُجل بين 15 تشرين الأول و2 تشرين الثاني الجاري هبوط 5 طائرات هولندية في حامات وأربع في مطار بيروت.
وفي 14 الجاري أيضاً، هبطت في مطار بيروت ثلاث طائرات، بلجيكية (Airbus 400M Atlas) وأخريان تابعتان لسلاح الجو الملكي البريطاني من الطراز نفسه، وفي 16 منه حطّت طائرتان، أميركية (Boeing C-17A Globemaster III) وبولندية (CASA C-295M)، وطائرة أميركية (Boeing C-17A Globemaster III) في 17 منه، وطائرتان إسبانية (Airbus 400M Atlas) وفرنسية (CASA CN-235-300M) في 20 منه. علماً أن بعض أنواع هذه الطائرات الضخمة مثل Boeing C-17A Globemaster، مخصّصة لنقل العتاد الثقيل.
بيروت – تل أبيب
ورغم أن القانون اللبناني يمنع الرحلات المباشرة بين لبنان وكيان العدو، رصد الموقع هبوط ثلاث طائرات في مطار بيروت على علاقة بتل أبيب:
الأولى، في 14 الجاري، تابعة للقوات الجوية الملكية البريطانية (Airbus A400M Atlas) قادمة من تل أبيب. وقد نفّذت الطائرة عملية «touch and go» (ملامسة المدرج والإقلاع مباشرة من دون توقف) في قاعدة أكروتيري البريطانية في قبرص «احتراماً» لمنع الطيران المباشر من تل أبيب إلى بيروت. اللافت أن هذه الطائرة تحديداً، توجّهت بعد إقلاعها من بيروت إلى تل أبيب مجدداً، بعد القيام بعملية «ملامسة وإقلاع» في أكروتيري، ما يجعل رحلتها فعلياً: تل أبيب – بيروت – تل أبيب.
الثانية، في 16 الجاري، تابعة لسلاح الجو الأميركي (Boeing C-17A Globemaster III). وسجّل موقع Intelsky اختفاء الطائرة عن الرادارات قبل الهبوط وظهورها مجدداً بعد الإقلاع المفترض. المدة التي غابت فيها الطائرة عن الرادارات فوق لارنكا استمرت 4 دقائق فقط على علو 1264 متراً، ما يعزز فرضية عدم هبوطها في قبرص فعلياً.
تسع طائرات حطّت في بيروت وحامات بين 14 تشرين الثاني الجاري و20 منه
الثالثة، أمس، تابعة للقوات الجوية الملكية البريطانية (Airbus A400M Atlas). وقد قامت الطائرة بعملية هبوط تمويهية في أكروتيري، على ارتفاع 375 متراً فقط فوق القاعدة، ما يعني أن الرحلة خرقت القانون اللبناني وكانت عملياً رحلة مباشرة من تل أبيب إلى بيروت.
وتجدر الإشارة إلى أن رحلات يومية تُسجل بين قاعدة أكروتريري وتل أبيب منذ اندلاع عملية «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول الماضي.
وتتزامن هذه الرحلات المكثّفة مع التوترات في المنطقة، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والحرب المشتعلة مع المقاومة على الحدود الجنوبية، وكذلك في ظل تحشيد غربي – أطلسي غير مسبوق دعماً للعدو الإسرائيلي، ما يثير الريبة حول ما إذا كانت هذه الرحلات جزءاً من إستراتيجيات أكبر تتعلق بالصراعات الجارية، وفي سياق جهود لتعزيز القدرات العسكرية لبعض الأطراف في المنطقة، أو لرفدها بالدعم اللوجستي الذي يشمل نقل معدات وإمدادات ضرورية.
ويزيد من الغموض الصمت المطبق على الموقف الرسمي اللبناني، خصوصاً قيادة الجيش، اللهم إلا من بيان يتيم صدر في العاشر من الشهر الجاري، أكّدت فيه أن «جزءاً من حركة الطيران في المطار هو حركة روتينية لنقل المساعدات العسكرية إلى الجيش اللبناني»، فيما لم تُعرف ماهيّة الجزء الثاني من هذه الحركة.
وصدر البيان بعدما رصد موقع Intelsky نشاطاً كبيراً للطائرات العسكريّة الأجنبيّة لم يشهد لبنان مثيلاً له منذ سنوات. فبين 8 تشرين الأوّل الماضي والعاشر من الشهر الجاري، هبطت 32 طائرة، 9 منها تابعة لكل من سلاح الجو الأميركي والهولندي والبريطاني حطّت في قاعدة حامات، و23 طائرة تابعة لكل من الجيش الأميركي والفرنسي والهولندي والإسباني والكندي والإيطالي والسعودي، حطّت في القاعدة المخصّصة للطائرات العسكريّة والدبلوماسية في الجهة الغربيّة من مطار بيروت.