محمد بن راشد: نمو دبي وتفوقها ارتبط بالطيران

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تنطلق اليوم فعاليات الدورة الأكبر من «معرض دبي للطيران»، وتستمر حتى 17 نوفمبر الجاري في «دبي وورلد سنترال».
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تستضيف، «معرض دبي للطيران» أحد أهم معارض الطيران والنقل الجوي والدفاع والفضاء في العالم.
وقال سموه، في منشور عبر حسابه الرسمي في منصة «إكس»: «تستضيف الدولة أحد أهم معارض الطيران والنقل الجوي والدفاع والفضاء في العالم.. معرض دبي للطيران الذي ينطلق (غداً) بمشاركة 148 دولة وأكثر من 1400 جهة تعرض أهم منتجاتها في مجال الطيران والدفاع والفضاء».
وأضاف سموه: «صفقات المعرض في دورته السابقة تجاوزت 74 مليار دولار.. وتوقعاتنا بنمو أكبر هذا العام، بإذن الله.. نمو دبي وتفوقها ارتبط بالطيران.. ونمو قطاع الطيران العالمي وتطوره يرتبط اليوم بدبي.. وستبقى دولة الإمارات ملتقى لأهم الفرص الاستثمارية العالمية في القطاعات الاقتصادية كافة».
ويتوقع أن يشهد المعرض في دورته الثامنة عشرة، الإعلان عن إبرام العديد من العقود والصفقات وطلبيات شراء طائرات جديدة، بمليارات الدولارات، لصالح شركات طيران وطنية وإقليمية دولية، في ضوء مؤشرات النمو القوي الذي تشهده صناعة السفر واقترابها من استعادة التعافي الكامل من جائحة «كوفيد – 19» التي أرجأت خطط العديد من الشركات للتوسع خلال الفترة الماضية، والتي تعززها توقعات شركة بوينج تضاعف عدد أسطول طائرات الشرق الأوسط بحلول عام 2042.
وتعكس المشاركة الواسعة من قبل أكثر من 1400 شركة محلية وعالمية من 148 دولة، مستوى التفاؤل الذي يسود قطاع الطيران على مستوى العالم، لاسيما في ظل المشاركة الواسعة لعملاقة الصناعة، وفي مقدمتها شركة بوينج الأميركية وشركة إيرباص، وكذلك شركات صناعة المحركات وشركات تكنولوجيا الطيران والفضاء.
وقال ميكائيل هواري، رئيس شركة إيرباص في أفريقيا والشرق الأوسط، إن معرض دبي للطيران 2023 يعد من أبرز المنصات العالمية في قطاع الطيران، حيث يجمع الجهات الفاعلة في قطاعي الطيران والفضاء للتواصل، وتحديد الاتجاهات المستقبلية في مختلف المجالات، وإيجاد الحلول لأهم التحديات واستشراف مساراتها المستقبلية، وتعزيز الحوار الفاعل في الموضوعات المحورية مثل الاستدامة، ودعم صناعة الطيران المحلية، والارتقاء بتجربة السفر من خلال تبني أحدث الحلول والابتكارات وغيرها من المواضيع التي تساهم في رسم ملامح مستقبل القطاع على مستوى المنطقة والعالم.
وأكد هواري حرص شركة إيرباص على المشاركة في معرض دبي للطيران منذ نسخته الأولى، مشيراً إلى أن «إيرباص» ستعرض هذا العام مجموعة من أحدث الطائرات والابتكارات والتقنيات المتقدمة التي تساهم في دفع عجلة الابتكار وتسريع التحول في قطاع الطيران.
وأوضح أن المعرض يشكل منصة مهمة للتواصل مع العملاء والشركاء الاستراتيجيين للبحث عن سبل التعاون للعمل على دفع جهود القطاع لتحقيق الاستدامة وتطوير الخدمات في مختلف المجالات لتحقيق النمو، وتعزيز قطاع السفر العالمي.
من جهته، قال الدكتور بريندان نيلسون – رئيس شركة بوينج العالمية، إن بوينج تستعد للمشاركة بمجموعة واسعة من أبرز المنتجات والخدمات الأكثر تقدماً للعملاء والشركاء ورواد القطاع الذين سيتوافدون على المعرض من جميع أنحاء العالم.
وأوضح أن إقامة الحدث قبيل مؤتمر الأمم المتحدة للأطراف المعني بتغير المناخ (COP28) في دبي، من المهم أن ستقوم «بوينج» بتسليط الضوء على استثماراتها في قطاع التكنولوجيا وإجراءاتها ومبادراتها الأخرى التي يتم اتخاذها لتقليل البصمة الكربونية في جميع أعمال الشركة.

مشاركة وطنية 
يُعد معرض دبي للطيران منصة مهمة لعرض أبرز منتجات وابتكارات الشركات الإماراتية في قطاع الطيران، والتي باتت شريكاً عالمياً ورقماً صعباً في صياغة مستقبل هذه الصناعة، سواء على صعيد الشركات المشغلة أو الشركات المصنعة، وفي مقدمتها «مبادلة» و«إيدج»، فضلاً عن الناقلات الوطنية «الاتحاد للطيران» و«طيران الإمارات» و«فلاي دبي».
وستعرض «إيدج» خلال الحدث أكثر من 60 من المنتجات والحلول والخدمات المتطوّرة، تشمل الأنظمة المستقلّة والأسلحة الذكية والحرب الإلكترونية والاتصالات الآمنة والاستجابة لحالات الطوارئ والهندسة الدقيقة، مما يسلط الضوء على التزام المجموعة المستمر بالتقنيات المبتكرة، ويؤكد إمكانية التشغيل البيني لمنتجاتها ذات القدرة التنافسية العالية عبر مجالات متعددة.
وستعرض «ايدج» مجموعة QX من الذخائر الجوالة المستقلة، والمركبة الجوية من دون طيار ذات الأجنحة الدوارة «قرموشة»، والطائرة من دون طيار «جنية». وسيتم أيضاً عرض سلسلة «هنتر» من الذخائر الجوالة، بما في ذلك الطائرة من دون طيار «هنتر 2-إس» المعززة بتكنولوجيا ذكاء اصطناعي متقدمة لأداء مهام منسقة ضمن أسراب.
وأعلنت شركة «جال أمرُك»، المتخصصة في مجال تقديم خدمات الصيانة والإصلاح والعَمرة العسكرية، عن مشاركتها في المعرض، مع توقعاتها إبرام العديد من مذكرات التفاهم مع شركات الدفاع والطيران العالمية الرائدة، الأمر الذي يعزز من التزام الشركة بتطوير صناعة الطيران في المنطقة.
عروض جوية
تشهد الدورة الثامنة عشرة من المعرض مجموعة من العروض الجوية والبرية للطائرات التجارية والعسكرية لاستعراض قدراتها أمام الجهات المشاركة من قطاعات الفضاء والدفاع والطيران، وسيشمل العرض 180 طائرة تجارية وعسكرية من أكثر الطائرات تقدماً في العالم. كذلك، سيستعرض المعرض أحدث التطورات في مجال استخدام وقود الطيران المستدام وغيرها من الحلول والابتكارات التي تساهم في دعم جهود الاستدامة بقطاع الطيران.
وفيما يتعلق بعروض الطائرات، فستتضمن استعراض مجموعة من طائرات إيرباص، من طراز A320P2F، وA321neo، وA330neo، وإيرباص A400M Atlas CMk1، وH225 (المروحية)، وC295، وغيرها الكثير، وسيتخلل ذلك عرض طائرات Embraer E195-E2 لأول مرة، وستقدم تيك إيجل وبوينج عرضاً جوياً لطائرتها المرتقبة 777-9.
ويستضيف معرض دبي للطيران 2023 أبرز شركات الطيران الرائدة والجديدة من جميع أنحاء العالم، وتستعرض الخطوط الجوية السعودية طائرة بوينج 787-10 والتي تحمل شعار العلامة التجارية الجديدة، وطائرة طيران أديل من طراز إيرباص A320neo. كما تشارك شركة بيوند، أول شركة طيران ترفيهية فاخرة في العالم، لتستعرض طائرتها الحديثة من طراز إيرباص A319، فضلاً عن العديد من الطائرات الأخرى الرائدة في القطاع.
تنقّل جوي مُتقدم 
في جناح التنقل الجوي المتقدم الجديد، ستتاح الفرصة للزوار لاستكشاف مستقبل الطيران، وذلك من خلال عرض مجموعة من أحدث طائرات الإقلاع والهبوط العمودي والطائرات من دون طيار، ليؤكد معرض دبي للطيران ريادته في توفير منصة عالمية لاستعراض أحدث الابتكارات التي تحول مستقبل القطاع.
وأعلنت شركة آرتشر للطيران، شركة الطائرات ذات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية، عن إطلاق طائرتها «Midnight» لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، بينما تستعرض شركتا «ArcosJet DMCC» و«Lilium N.V» نموذجاً جديداً لطائرة الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية، فضلاً عن النماذج الرائدة الأخرى التي تستعرضها الشركات المشاركة في المعرض.
مستقبل الفضاء 
يُعد مستقبل قطاع الفضاء من أبرز المجالات التي يركز عليها معرض دبي للطيران، وذلك بالشراكة مع وكالة الإمارات للفضاء، حيث يضم المعرض جناحاً خاصاً بقطاع الفضاء، وسيستضيف مؤتمراً متخصصاً لمدة يومين، يجمع أهم القادة والمسؤولين الحكوميين وصُنّاع القرار للتواصل، ومناقشة أحدث الحلول والابتكارات المساهمة في تطور قطاع الفضاء في المستقبل. وتهدف وكالة الإمارات للفضاء خلال مشاركتها في المعرض إلى استعراض أحدث مبادراتها ومشاريعها، بما في ذلك مهمة الإمارات إلى حزام الكويكبات، وتحدي الكوكب X، وبرنامج المناطق الاقتصادية الفضائية.
3 آلاف طائرة حاجة المنطقة حتى 2042
توقعت شركة بوينج في تقرير لها أصدرته أمس تضاعف عدد أسطول طائرات الشرق الأوسط بحلول عام 2042، مع تسلم طلبات على أكثر من 3 آلاف طائرة جديدة من قبل الناقلات الجوية في المنطقة، وفي مقدمتها الطائرات ذات البدن العريض المزودة بتقنيات جديدة.
وتوقعت «بوينج» أن تشكل الطائرات ذات البدن العريض 45% من عمليات التسليم لشركات الطيران في الشرق الأوسط على مدى السنوات العشرين المقبلة، وهي أعلى نسبة طائرات في المناطق العالمية العشر الواردة في تقرير «بوينج» لتوقعات السوق التجارية.
ومن المرجّح أن يتضاعف أسطول طائرات الشحن في المنطقة ليصل إلى 180 طائرة بحلول عام 2042، وفقاً لتوقعات بوينج السنوية طويلة المدى للطلب على الطائرات التجارية والخدمات.
وقال دارين هولست، نائب رئيس شؤون التسويق التجاري لدى «بوينج»: «وسّعت شركات الطيران في الشرق الأوسط نفوذها وانتشارها بشكل متزايد مما أدى إلى تحويل المنطقة إلى مركز دولي للنقل الجوي».
وتوقع التقرير تسليم 3025 طائرة تجارية جديدة في الشرق الأوسط بحلول عام 2042، تشمل 1350 طائرة ذات البدن العريض، وذلك لمواكبة التوسع الكبير لشركات الطيران في المنطقة التي تقدم خدماتها في أكبر المدن بمناطق آسيا وأفريقيا وأوروبا عبر مراكزها المتنامية التي توفر الرحلات وخدمات الطيران الفعالة، حيث ستكون هناك حاجة إلى عدد أكبر من الطائرات ذات البدن العريض لنقل الأعداد المتزايدة من الركاب. ورجح التقرير تضاعف أسطول الطائرات ذات الممر الواحد في الشرق الأوسط مع استمرار شركات الطيران منخفضة التكلفة وشبكات الرحلات ذات المسافات القصيرة في التطور والتوسع، إذ من المتوقع أن يكون ما يقرب من نصف طائرات المنطقة بحلول عام 2042 عبارة عن طائرات ذات ممر واحد.
وبحسب التقرير سيزيد إجمالي الأسطول 2.4 مرة ليصل إلى 3.360 طائرة، وستكون 1.610 طائرات منها (48%) ذات ممر واحد، بينما ستشكل 1.520 منها (45%) طائرات من ذات البدن العريض. سيولد الأسطول التجاري طلباً بقيمة 335 مليار دولار أميركي في خدمات الطيران التي تشمل الصيانة والإصلاح والتدريب وقطع الغيار.

جريدة الاتحاد الامارات: مصطفى عبد العظيم

Leave A Reply

Your email address will not be published.