هوكشتاين في بيروت لإتمام مُهمّة “دورا
شهر مر على اندلاع معارك طوفان الاقصى، شهدت ايامه تثبيت قواعد من جهة، ومحاولات تغيير قواعد من جهة اخرى، وسط سعي الى اسقاط نظرية وحدة الساحات.
وفي وقت الضياع المخيم، عاد الى بيروت مخرج الترسيم البحري للحدود اللبنانية- مع فلسطين المحتلة آموس هوكشتاين، في مهمة مختلفة هذه المرة، لا ترسيم ولا تفاوض حول نقاط جغرافية ولا حول آبار نفطية. الرجل الذي تحرص بلاده على عدم المسّ بالثروات النفطية او تعريضها للخطر حرصها على مصالحها في اي بقعة في العالم، حضر في مهمة اخرى، منع تمدد الصراع في غزة الى لبنان والتطبيق الكلي للقرار 1701.
الزيارة الاميركية المفاجئة خطفت الاضواء في الداخل ، وتركزت الاهتمامات على مضمونها ورسائلها، اذ وفقا لمصادر معارضة فان زيارة الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين ورمزيته الشخصية، تختلف مهمتها عن كل الزيارات السابقة، اذ ان الادارة الاميركية اختارته تحديدا نظرا لشبكة العلاقات التي استطاع نسجها مع اوساط مقربة وتدور في فلك حزب الله، كاشفة ان زيارته تحمل طابعا سياسيا بامتياز مرتبط بما يحصل في المنطقة، وبوجود الاساطيل الاميركية والغربية في البحر ومهمتها، ولايصال رسالة واضحة لا لبس فيها، غامزة من قناة حمله جزرة الى جانب العصا، دون الافصاح عن تفاصيل العرض المقدم، رغم ان ثمة مَن يتحدث عن تسهيل لتعيينات بات فريق الثامن من آذار يميل الىتمريرها، بما يضمن له “مصالحه” ويعطيه ضمانات كافية.
وتتابع المصادر ان واشنطن سبق واوصلت رسائل غير مباشرة الى حارة حريك، عبر مرجعية رئاسية سابقة، الا ان رد حارة حريك جاء ساخرا من الكلام الذي نقل، وازاء هذا التعامل قررت الادارة الاميركية ارسال موفد خاص، ليلتقي مباشرة “القيادات المعنية” وهو ما حصل فعلا، اذ ابلغ الحارة ضرورة عدم جر لبنان الى اي مواجهة، او توسيع اطار الحرب، ناصحا بتهدئة جبهة الجنوب، وتفويت الفرصة على “اسرائيل” الساعية الى توسيع ضرباتها، وهو ما قد يكشف لبنان دوليا في هذه الظروف الصعبة، داعيا الى وقف التدخل الفلسطيني عبر الحدود اللبنانية، محذرا من نتائج انفلات السلاح جنوب نهر الليطاني، وفقا لما نقله احد الذين التقاهم.
ورأت المصادر ان واشنطن تحاول الاستفادة من اجواء الاطلالة الاولى لامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، والضغط خلال الايام الفاصلة عن الاطلالة الثانية، لابقاء الامر ضمن حدود التصعيد الحالي، خصوصا ان ثمة تقارير استخباراتية تقاطعت عند امكان حصول تطورات امنية داخلية، قد تخلط الاوراق من جديد، مشيرة الى ان الضغط ايضا هو على الدولة اللبنانية رغم محدودية تأثيرها، واضعة في هذا الاطار مغادرة الديبلوماسيين لبنان، وبيانات التحذير الصادرة عن السفارات.
وختمت المصادر بالتأكيد على ان الرد بقي في اطار العموميات والادبيات المعروفة، مبدية اعتقادها بان اطلالة امين عام حزب الله يوم السبت المقبل ستشكل مؤشرا الى حيث تتجه الامور، في ظل التصعيد اللافت على الجبهة الجنوبية ، وابعد من مناطق الاشتباكات، وان كانت الامور لا زالت مضبوطة حتى الساعة، حيث علم ان اهدافا “اساسية” شمال الليطاني قد تم استهدافها، ملمحة الى ان غارات الطائرات من دون طيار، وان خارج نطاق العمليات، تبقى من ضمن قواعد الاشتباك.