مصادر ديبلوماسية تكشف عناوين قمة الرياض والوضع في فلسطين ولبنان

يبقى حبسُ الأنفاس والترقّب سيد الموقف، لما ستحمله كلمة الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله اليوم: فإما إعلان الحرب، وإما تدوير الزوايا وإبقاء قواعد الإشتباك قائمة مع رفع الصوت عالياً وتهديد إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، وهذه عناوين باتت معروفة من اللبنانيين والمحللين، اللهمّ إلا إذا استجد ما يدعو السيد نصرالله إلى فتح جبهة الجنوب، وبالتالي “توحيد الساحات” ربطاً بما حمله إليه رئيس الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، الذي يُعدّ ممن لديهم كلمة السر الإيرانية على غرار ما قام به سلفه قاسم سليماني الذي زار لبنان قبيل حرب تموز 2006، وأشرف حينذاك على العمليات الميدانية. لذا السؤال: هل يعيد التاريخ نفسه؟ ذلك ما سيتبدى ويظهر جلياً من خلال لاءات كلمة نصرالله.

في السياق، بدأت التحضيرات للقمّة العربية التي ستُعقد في الحادي عشر من الجاري في مدينة الرياض. وعُلم من مصادر مقربة من السعودية أن المملكة وخلافاً لما يدّعيه البعض عن دورها وموقفها وحضورها، هي في وجدان القضية الفلسطينية، إذ لم يخلُ بيان سعودي من كل مسؤولي المملكة من تأكيد الدعم للقضية الفلسطينية، من العاهل السعودي إلى ولي العهد ووزير الخارجية، وهذا لا يحتاج إلى أي شهادات من أحد، وبالتالي هذه القمة ستكون استثنائية ومفصلية، لاسيما أن أول من رفع الصوت عالياً بعد انطلاق عملية “طوفان الأقصى” كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وكشفت المصادر نفسها أن السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، غادر قبل يومين إلى المملكة للتشاور مع القيادة السعودية والعودة فوراً إلى بيروت، حيث سيوجه دعوة الى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، للمشاركة في قمة الرياض.

في السياق، تشير مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت لـــ “النهار”، الى أن “انعقاد القمة العربية سيقطع الطريق على الذين يسعون للاستئثار بالورقة الفلسطينية والمناورة بها في مفاوضاتهم مع الأميركيين أو مع المجتمع الدولي، وهذا ما يحصل اليوم من خلال بعض الدول الإقليمية، في حين ان الحكام العرب برمتهم هم المعنيون بالقضية، ولكن ثمة في لبنان مَن لم يقرأ التاريخ ولدواعٍ سياسية معروفة، إذ يرفعون شعارات باتت خشبية للمزايدة والعودة إلى حقبة السبعينات والثمانينات عندما كانوا يطلقون شعارات “عرب النفط” و”عرب أميركا” وسواها. هذه المسألة لم تجدِ نفعاً، فثمة حرب إقليمية ستغيّر مسار المنطقة ونحن كديبلوماسيين عرب لدينا كل المعطيات حيال ما يجري، إضافة إلى السيناريوات المرسومة وكيف انطلقت المعركة في غزة ولاحقاً ماذا حصل وما سيحصل في المرحلة المقبلة”.

وتلفت المصادر الديبلوماسية العربية إلى أن قمة الرياض “ستكون مفصلية، وسيصدر بيان حول ما يجري مع الفلسطينيين من خلال تعرّضهم لإبادة جماعية، وبالتالي أن السعودية استبقت انعقاد القمة من خلال توجه وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان إلى واشنطن، إلى حراك كبير على مستوى الديبلوماسية السعودية مع سائر عواصم القرار. وعليه، فان بيان قمة الرياض سيتبنى حل الدولتين الذي طُرح في قمة بيروت العربية في العام 2002 من قِبل الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز، وبالأمس القريب شدد ولي العهد السعودي على أهمية حل الدولتين وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن”.

وبسؤال المصادر الديبلوماسية إياها عن العلاقة السعودية – الإيرانية، خصوصاً أن طهران هي مَن تدير “محور الممانعة”؟ ترد بالقول إن “العلاقات الديبلوماسية بين البلدين تم تنفيذها، وحصل خلال حرب غزة اتصال مهم بين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وكان إيجابياً والأمور بين البلدين على ما يرام، ومن الطبيعي أن إيران تدعم محور الممانعة، لكننا نتعاطى مع كل المسائل باستراتيجية واضحة، ويهمنا اليوم أن نوقف المجازر وحرب الإبادة بحق الفلسطينيين، وهذا بند أساسي من ضمن جدول أعمال قمة الرياض، والإتصالات الجارية اليوم من قِبل مسؤولي المملكة تصب في هذا السياق”. وفي شأن الوضع في لبنان تقول: “إن دور اللجنة الخماسية متوقف حالياً والمساعي منصبّة باتجاه ما يجري في غزة، ولكن يجب أن يُنتخب رئيس للجمهورية في لبنان من أجل إدارة مؤسسات الدولة وأن تسلك الأطر الدستورية وتنتظم المؤسسات وتحصل عملية الإصلاح، وبالتالي بالنسبة للسعودية وما قيل بأنها وضعت فيتو على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فهي لم تضع فيتو على أي مرشح رئاسي، بل حددت عناوين ومواصفات”.

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.