البطاريات العملاقة تحدث طفرة في أداء السيارات الكهربائية
ثلاثة عوامل تؤرق مستخدمي السيارات الكهربائية، هي طول المسافة التي تقطعها، وقصر مدة الشحن، بالإضافة إلى منافسة سعرها، بالمقارنة مع السيارات التقليدية.
ولتحقيق هذه الأهداف، تسعى الشركات المصنعة، لاستبدال البطاريات التي تعمل بأيون الليثيوم، بمادة أخرى أقل تكلفة وأخف وزناً وأكثر وفرة وتطويراً.
وبعد سنوات من المشاكل التقنية، بدأت تُثمر جهود صناعة البطاريات العملاقة، حيث من المنتظر طرح أول مجموعة من التي تعرف باسم البطاريات الصلبة، في غضون فترة قصيرة.
وبدأت تويوتا، الشركة الأكبر في العالم لصناعة السيارات، العمل في هذا النوع من البطاريات في العام 2012، لتعلن مؤخراً إحراز تقدم في هذا المجال والبدء في صناعتها في 2027. ومن المتوقع، قطع مسافة قدرها 1.2 ألف كيلومتراً (746 ميلاً)، ضعف المسافة الحالية، باستخدام البطاريات الصلبة، بحسب ذا إيكونيميست.
ومن المتوقع، ظهور أول استخدام للبطاريات شبه الصلبة في السيارات الكهربائية، خلال العام 2026/2025، بينما يتم طرح البطاريات الصلبة التي تعمل تويوتا وشركات أخرى على تطويرها، في العام 2028.
وربما يكون طرح البطاريات بكميات قليلة في البداية، لأنها لا تزال في طور التجربة، وذلك قبل أن تُقدِم الشركات على استثمار مليارات الدولارات، في تحويل المصانع القديمة القائمة أو بناء أخري جديدة.
ويعني ذلك، أن استخدام البطاريات الصلبة، سيقتصر على السيارات الفاخرة في بداية الأمر، قبيل تراجع تكلفتها لتنتشر بين السيارات الشعبية حتى العام 2030.
ومن أبرز الشركات التي تعمل على تطوير ذلك النوع من البطاريات، شركتا سوليد باور وكوانتوم سكيب، إذ دخلتا في شراكة مع شركات مثل، بي أم دبليو، وفورد، وفولكس فاجن، للعمل على تطوير تلك التكنولوجيا.
واستمرت أسعار الليثيوم، المعروف أحياناً باسم (الذهب الأبيض)، والذي تهيمن الصين على سوقه، في الارتفاع، حيث بلغت 600 ألف يوان للطن (80 ألف دولار)، بيد أنها بدأت في التراجع لتصل 250 ألف يوان للطن، ويعتمد نجاح انتاج البطاريات بكميات ضخمة، على مدى تراجع تكلفة المواد الخام.
وتتمتع بطاريات الحالة الصلبة، بالعديد من المزايا، أبرزها ارتفاع كثافة الطاقة بالمقارنة بالليثيوم، ما يسمح للسيارات الكهربائية بقطع مسافات تصل إلى 600 ميلاً في بعض الحالات. وتشير التقديرات إلى أن بطاريات الحالة الصلبة قادرة على حمل طاقة ما بين مرتين إلى 3 مرات ما تحمله بطارية أيون الليثيوم، ما يجعل المركبة الكهربائية قادرة على قطع تلك المسافة.
ويُعد ذلك، إنجازاً كبيراً للسيارات الكهربائية، حيث يؤدي لوجود تشابه أكبر مع محركات الاحتراق الداخلي، ما يقضي على القلق من المسافة التي تقطعها المركبات الكهربائية.
ومن ضمن عيوب بطاريات الليثيوم، تعرضها للسخونة والاشتعال والانفجار، بينما تعتبر بطاريات الحالة الصلبة، بديلاً أكثر استقراراً، نظراً لمكوناتها غير القابلة للاشتعال.
وتتميز مكونات بطاريات الحالة الصلبة، بالعمل في درجات حرارة أعلى بكثير، مقارنة ببطاريات الليثيوم، ما يقلل من مخاطر الاحتراق، خاصة أنها مقاومة للضغط العالي، كما أنها مقاومة للصدمات، نتيجة احتوائها على مكونات أقل تجعلها أكثر إحكاماً من بطاريات الليثيوم، لتكون أقل عرضة للتلف في حالة وقوع حادث.
جريدة الاتحاد ابو ظبي: حسونه الطيب