أمن الجنوب في عهدة الجيش وميقاتي لإنهاء مقاطعة الجلسات
تنشط دبلوماسيتان، على صعيد ترتيب وضعيات الحق، في المنطقة، وسط واحدة من أخطر الأزمات المفصلية في الصراعات الدائرة: واحدة يقودها وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن، بدءاً من اسرائيل وصولاً الى الاردن، واللقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتشمل المباحثات احتمالات فتح جبهة عسكرية ضد اسرائيل في الجنوب، والثانية يتولاها وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان، الذي تشمل زيارته لبنان من ضمن دول كالعراق وسوريا والبحث طبعا، يتعلق بـ «تعزيز التنسيق» بين دول محور الممانعة، والتركيز على دعم حركة «حماس»، وسائر فصائل المقاومة الفلسطينية.
على ان البارز امس، كان استهداف الطيران الحربي الاسرائيلي مطاري دمشق وحلب وتعطلهما عن العمل، للحؤول دون هبوط طائرة عبد اللهيان الذي عاد الى طهران.
وليلاً، وصل عبد اللهيان الى بيروت، وعقد مؤتمراً صحفياً، بحضور النائبين ابراهيم الموسوي وأمين شري، وممثلي «حماس» و» والجهاد الإسلامي». وهنأ الشعب الفلسطيني بعملية «طوفان الاقصى»، معتبراً أن عمليات التهجير جرائم حرب.
وبين التحركين، يضغط الموقف العربي والذي تتصدر نقطة الثقل فيه المملكة العربية السعودية على وقف النار، وتحييد المدنيين، والعودة الى المبادرة العربية، وحل الدولتين.
دولياً، اعتبر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ان الاولوية هي لتجنب تجدد الصراع في غزة وبخاصة الى لبنان.
واستبعد وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن ان يكون هناك جبهة حرب ثانية مع حزب الله، رابطا بين نشر اكبر مجموعة حاملة طائرات لدى الولايات المتحدة لدعم هذه النقطة، لكنه استدرك انه لا يتوقع الاحداث المستقبلية.
وحسب مصادر، ليست بعيدة عن المقاومة، فإن الاخيرة لا تقف على الحياد وتملك جهوزية عالية للتدخل، واعلنت النفير العام بانتظار اتخاذ قرار التدخل الشامل والحاسم عند اللحظة «صفر».
وقالت المصادر: غزة ليست متروكة لمصيرها واستقدام البوارج الاميركية لن يمنع محور المقاومة من التحرك، وأي خطأ يرتكبه الاميركيون يعني ان طائراتهم ومصالحهم في الشرق الاوسط تكون في «مرمى المقاومين».
مجلس الوزراء: الأمن الجنوبي بعهدة الجيش
وكشف الرئيس نجيب ميقاتي بعد جلسة لمجلس الوزراء، شارك فيها القادة الامنيون، من المعنيين ان يكونوا على اهبة الاستعداد لمواجهة اي طارئ ودعم الجهود التي تبذلها الحكومة لتجنيب لبنان تداعيات ما يحصل والمحافظة على الامن وتأمين سلامة المواطنين.
وشدد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي على دور الجيش اللبناني في حماية الامن والاستقرار، مشيرا الى ان ما يجري في الجنوب مثير للقلق.
وتحدث قائد الجيش العماد جوزاف عون حول الوضع في الجنوب. واشار الى انه يسيّر دوريات مشتركة مع «اليونيفيل» لمنع حدوث خروقات، وتسجيل ما يحدث عن الخط الأزرق، من ضمن مهام الحفاظ على الامن والاستقرار، مؤكداً ان الوضع في الجنوب، عموماً مستقر.
وجاء في كلمة الرئيس ميقاتي بعد الجلسة: لبنان في عين العاصفة، فما يجري على حدودنا الجنوبية، يثير لدينا القلق العميق والاستنكار، لان مجمل الحوادث التي تجري على طول الخط الازرق، هي نتيجة للاستفزازات الاسرائيلية ولخرق العدو الدائم للقرار 1701.
وقال ميقاتي: طلبت من وزير الخارجية تقديم شكوى ضد إسرائيل أمام مجلس الأمن الدولي.
ودعا الى التعالي عن الخلافات في هذه المرحلة الدقيقة متسائلاً: الى متى المكابرة من غير طائل، ومن دون فائدة والمركب مهدد بالغرق في كل يوم وكل لحظة.
يشار الى وزراء التيار الوطني الحر لم يشاركوا في الجلسة.
وحول النازحين السوريين، اعتبر ميقاتي الطريق الصحيح ان يجمع اللبنانيون على موقف واحد يهدف بالاسراع بإعادة النازحين الى وطنهم.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن مقاطعة وزراء التيار الوطني الحر لجلسة مجلس الوزراء لا علاقة لها بمضمون الجلسة ورئيس التيار النائب جبران باسيل أدلى بموقف حيال التطورات، إنما بقرار اتخذ منذ فترة، وقالت إن الوزير وليد نصار حضر الجلسة في المقابل وبالتالي لم يكن هناك من أي فرض لموقف إنما لقناعات معينة تم الالتزام بها.
واعرب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب، خشيته من حرب اقليمية طاحنة في حال عدم وقف التصعيد الاسرائيلي في غزة.
وقالت مصادر وزارية لـ «اللواء» أن اهمية الجلسة تأتي من انها اعطت الضوء لاتخاذ اجراءات في الجنوب عشية اطلاق «النفير العام لنصرة غزة وفلسطين». تحول دون اللجوء الى عمليات من شأنها ان تحدث بلبلة في الجنوب، وذلك عبر منع المجموعات الشعبية من حملة التضامن والنصرة لغزة من الاقتراب من السياج الحدودي.
وشارك الى جانب قائد الجيش من القادة الامنيين: المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، والمدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا والمدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري.