«محللون»: ارتفاعات الذهب «مؤقتة» وتقلبات الأسعار ستستمر

أكد محللون ماليون، أن الارتفاعات الحالية في أسعار الذهب قد تكون «مؤقتة»، موضحين أن هناك عوامل ستكون هي المؤثر الأكبر على المدى الطويل، وأهمها أسعار الفائدة الأميركية.
وقال هؤلاء لـ «الاتحاد»: من الضروري الانتباه إلى أن الارتفاعات التي حدثت خلال الأيام الماضية جاءت عقب سلسلة من الخسائر الحادة للذهب، والتي دفعته إلى أدنى المستويات منذ مارس الماضي، مشيرين إلى أنه رغم أن الأصول الآمنة، بما في ذلك الذهب، قد تصبح أكثر جاذبية في أوقات الاضطرابات، إلا أنه من المرجح أن تستمر التقلبات في أسعار الذهب، حيث ستظل السياسة النقدية تلعب دوراً مهماً في تحديد اتجاه السوق.
وارتفعت أسعار الذهب خلال تعاملات، أمس، بعد تحقيق مكاسب ملحوظة بفعل تزايد حالة عدم اليقين في السوق، وتأثير التصريحات الحذرة الصادرة عن كبار مسؤولي الفيدرالي الأميركي على الدولار وعوائد السندات.
وارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.25% إلى 1869 دولاراً للأوقية، فيما تراجعت العقود الفورية للذهب بنسبة 0.3% إلى 1855 دولاراً للأوقية.
وكانت أسعار الذهب سجلت قفزة نحو 1.6% يوم الاثنين، في أكبر قفزة يومية في خمسة أشهر
ارتفاعات مؤقتة
وقال سامر حسن، محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في «XS.com»: إن أسعار الذهب سجلت مكاسب بنحو 1% مع بداية تعاملات الأسبوع الجديد، حيث ارتفعت الأسعار الفورية إلى مستوى 1854 دولاراً للأونصة، وكذلك ارتفعت العقود الآجلة للذهب في بورصة COMEX إلى مستوى 1868 دولاراً للأونصة أيضاً وذلك في ذروة ارتفاعات يوم الاثنين، موضحاً أن هذه الارتفاعات في أسواق الذهب جاءت مع تصاعد الأوضاع بشكل مفاجئ في الشرق الأوسط صباح يوم السبت.
ورجح حسن، أن تكون الارتفاعات في أسعار الذهب «مؤقتة» ولن تدوم طويلاً طالما بقيت الأوضاع الحالية، لاسيما أن الارتفاعات التي حدثت خلال الأيام الماضية جاءت عقب سلسلة من الخسائر الحادة للذهب، والتي دفعته إلى أدنى المستويات منذ مارس الماضي، وذلك بعد سلسلة من البيانات من الاقتصاد الأميركي، والتي كانت تغذي توقعات الأسواق بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي برفع سعر الفائدة لمرة أخيرة قبل نهاية العام الجاري.
وأضاف: على الرغم من أن تلك التوقعات لا تزال ضعيفة وغير مرجحة، إلا أن الذهب كان مستمراً في التراجع طيلة الأسبوع الفائت، فحتى لو لم نشهد رفعاً آخر لسعر الفائدة، إلا أن الأسواق تتوقع أن يتم الحفاظ عليها عند مستوياتها القياسية المرتفعة لفترة أطول من المتوقع خلال العام القادم، وذلك مع استمرار الضغوط التضخمية وليونة سوق العمل.
وأشار حسن إلى أن وصول أسعار الفائدة إلى ذروتها قد يؤكد للأسواق أن سوق السندات قد بلغ قاعه النهائي، وأنه قد حان الوقت للدخول والاستثمار في السندات الأميركية، والتي تتمتع بعوائد لم نرها منذ عام 2007، وهذا بدوره ما قد يشكل المزيد من الضغوط على الذهب مستقبلاً، على الرغم من توقف أسعار الفائدة عن الارتفاع.
وذكر أن استمرار التدفقات الداخلة إلى صناديق السندات المتداولة خلال سبتمبر الماضي إلى نحو 6.7 مليار دولار جاء على حساب المزيد من التدفقات الخارجة من الصناديق المتداولة للذهب، منبهاً باستمرار صافي التدفقات السلبية لرابع شهر على التوالي لاثنين من أكبر صناديق الذهب المادي.
الأصول الأمنة
ومن جهته، قال وائل مكارم، كبير استراتيجيي السوق لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة «Exness»: إن أسعار الذهب حققت قفزة بعد اندلاع التوترات في منطقة الشرق الأوسط، في ظل حذر المستثمرين من المخاطر، مؤكداً أن الأصول الآمنة، بما في ذلك الذهب، قد تصبح أكثر جاذبية في هذه الأثناء، ويمكن أن تشهد المزيد من التدفقات إذا استمرت الاضطرابات في المنطقة.
وتوقع مكارم أن يشهد السوق المزيد من التقلبات مع تطور الأحداث، لكنه رجح أن تظل أسعار الذهب تحت الضغط بشكل عام، نظراً للمستويات العالية لأسعار الفائدة وعائدات السندات، حيث يمكن أن تظل السياسة النقدية تلعب دوراً مهماً في اتجاه السوق.
حافز للانتعاش
وقال كايل رودا، محلل الأسواق المالية لدى «كابيتال دوت كوم»، إن الأحداث في الشرق الأوسط قدمت حافزاً للذهب للانتعاش، ولكن على المدى الطويل، ستكون أسعار الفائدة الأميركية هي المؤثر الأكبر، مشيراً إلى أنه قد يُنظر إلى الذهب على أنه استثمار آمن في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، ولكن بما أنه لا يدر عائداً، فإنه يفقد جاذبيته عندما ترتفع أسعار الفائدة.

جريدة الاتحاد ابو ظبي:حسام عبدالنبي

Leave A Reply

Your email address will not be published.