الإمارات وجهة الاستثمار الأجنبي المباشر في المنطقة

قال خبراء ومستثمرون أجانب إن الإمارات تمتلك واحدة من أفضل بيئات الاستثمار وأكثرها جاذبية على مستوى المنطقة والعالم، مؤكدين أن النقلة النوعية التي شهدها مناخ الاستثمار في الدولة خلال السنوات الأخيرة، أسهمت في ترسيخ موقع الإمارات بين أكثر 20 وجهة مفضلة للاستثمار على مستوى العالم.
وأشار هؤلاء إلى المقومات والمحفزات الاستثمارية الفريدة التي وفرتها الإمارات للاستثمارات الأجنبية المباشرة، من استقرار سياسي وانفتاح اقتصادي وسهولة ممارسة أنشطة الأعمال وبيئة تشريعية داعمة للنمو والازدهار، أتاحت التملك الكامل بنسبة 100% للمستثمرين ورواد الأعمال الأجانب، فضلاً تسهيلات التأشيرات والإقامات الذهبية للمستثمرين، وهي العوامل التي جعلت الإمارات أرضاً للفرص التي جذبت أنظار المستثمرين من كافة أنحاء العالم.
وتوقع الخبراء، أن تواصل الإمارات تفوقها في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر للسنوات المقبلة، في ضوء المرونة التي تتمتع بها وقوة عوامل الجذب، مرجحين ارتفاع تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر هذا العام إلى رقم قياسي جديد يبلغ 24 مليار دولار، مقارنة مع نحو 23 مليار دولار خلال العام الماضي، بنمو نسبته 4.4%.
بيئة استثمارية  
وقال سودير كومار – شريك ورئيس الاتصال المؤسسي في مجموعة كريستون مينون، إن دولة الإمارات تتمتع ببيئة استثمارية استثنائية في المنطقة تعزز من جاذبيتها للمتواصلة للاستثمارات الأجنبية المباشرة، مشيراً إلى نجاح الدولة في أن تصبح خلال السنوات القليلة الماضية وجهة رئيسية للمستثمرين والشركات الأجنبية من كافة أنحاء العالم. وتوقع أن تحقق الدولة العام الجاري مستويات قياسية في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، لافتاً إلى أن الأشهر الماضية شهدت استقبال الإمارات لاستثمارات جديدة من أسواق مختلفة، أبرزها الهند وأوروبا وأميركا وبريطانيا، وتزايد ملحوظ في الاستثمارات القادمة من كندا.
وأكد كومار أن بيئة الأعمال الصديقة للمستثمرين، والتي تعززت بمجموعة مهمة من القوانين والتشريعات الجديدة التي فتحت المجال أمام المستثمرين الأجانب للتملك الكامل، ووجود العديد من المناطقة الحرة، وسهولة ممارسة الأعمال، جميعها عوامل أسهمت بشكل رئيسي في تعزيز جاذبية الإمارات للاستثمار، فضلاً عن العوامل الأخرى كتسهيلات التأشيرات والإقامات الطويلة، وتوفر الكفاءات وتنوع الفرص في القطاعات المختلفة، لاسيما قطاعات الاقتصاد الجديد مثل البحث والتطوير والتكنولوجيا المالية والصناعات المتقدمة والتقنيات الحديثة.
وجهة الاستثمار 
وفي السياق ذاته قال جاربيس إيراديان، كبير الاقتصاديين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى لدى معهد التمويل الدولي، إنه وفقاً لتوقعات المعهد، فإن دولة الإمارات مرشحة لاستقطاب 39 مليار دولار من تدفقات رأس المال الأجنبي في عام 2023، مع وصول الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 24 مليار دولار أميركي، وهو ما يمثل أكثر من 60% من إجمالي تدفقات رؤوس الأموال غير المقيمة.
وأكد أن دولة الإمارات تُعد واحدة من أكثر الوجهات الاستثمارية الأجنبية جاذبية في العالم، وأكبر متلق للاستثمار الأجنبي المباشر في المنطقة، وذلك مع استقطابها استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 24 مليار دولار في عام 2023، والتي تشكل نحو 4.7% من الناتج المحلي الإجمالي (وهي واحدة من أعلى المعدلات بين الاقتصادات الناشئة والنامية).
وعزا كبير الاقتصاديين في معهد التمويل الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التدفقات المرتفعة للاستثمار الأجنبي المباشر إلى دولة الإمارات، إلى ما تتمتع به الإمارات من اقتصاد متنوع ومنفتح وبيئة أعمال جاذبة وبنية تحتية عالمية وسياسات مرنة قابلة للتكيف ووجود قطاع خاص ديناميكي.
ونوه إيراديان بتوسع دولة الإمارات في الاستثمار بالقطاعات ذات الصلة بأهداف التنمية المستدامة، والذي انعكس على نمو مشاريع الطاقة المتجددة، مشيداً بجهود الدولة لتحفيز التمويل الأخضر والاستثمار في المشاريع المستدامة كجزء من جهودها لتنويع اقتصاداتها بعيداً عن النفط والغاز.

جني الثمار
من جهته قال ديما راكيتا، الرئيس التنفيذي لشركة ريبيوتشن هاوس، وهي شركة لإدارة السمعة مقرها الولايات المتحدة الأميركية، إن الجهود الكبيرة التي قامت بها حكومة دولة الإمارات في السنوات الأخيرة للتوسع في تنويع الاقتصاد وتعزيز مناخ الاستثمار وجذب الاستثمار الأجنبي، بدأت تحصد ثمارها، باستقبال تدفقات استثمارية ضخمة من كافة أنحاء العالم، وحجز دولة الإمارات موقعها في صدارة الوجهات الاستثمارية المفضلة ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل على مستوى العالم.
وأوضح أن الاستثمار الأجنبي المباشر في دولة الإمارات يعيش مرحلة من الازدهار والتوسع، وهو الأمر الذي تعكسه كل الأرقام والمؤشرات، حيث استقطبت الدولة خلال العام الماضي 2022، استثمارات أجنبية مباشرة قياسية بلغت نحو 23 مليار دولار (84.42 مليار درهم)، والتي غطت كل القطاعات التقليدية والجديدة.
وأرجع راكيتا المكانة المتميزة لدولة الإمارات في قلب خريطة الاستثمار الأجنبي المباشر عالمياً وإقليمياً إلى ثمانية عوامل رئيسية، هي: موقعها الاستراتيجي، وسياساتها الصديقة للأعمال، والبنية التحتية القوية، والاستقرار السياسي، والانفتاح على المستثمرين الأجانب، وتوفر القوى العاملة الماهرة، والتركيز على الابتكار، وجودة الحياة، منوهاً بالدور الذي تلعبه حكومة دولة الإمارات في جميع هذه الجوانب، من خلال إطلاق الحوافز والمبادرات التي تسهم في ترسيخ سمعة الدولة كوجهة رئيسية للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار والنمو والفرص المتنوعة.
جاذبية الدولة
من جانبه قال عمران فاروق، المدير التنفيذي لشركة سمانا للتطوير العقاري، إن مناخ دولة الإمارات، شهد خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية فيما يتعلق بجاذبية الدولة والتدفقات الضخمة من رؤوس الأموال للاستثمار في كل القطاعات وخاصة القطاع العقاري.
وأوضح أن القطاع العقاري كان أحد أبرز المستفيدين من البيئة الاستثمارية الاستثنائية لدولة الإمارات، وهو ما انعكس في تزايد استقطاب كل شرائح المستثمرين من مستثمرين رئيسيين ومؤسسات وأفراد وصناديق استثمارية كبرى وشركات عائلية، لافتاً إلى أن أثر الاستثمار الأجنبي لا يقتصر فقط على تأسيس الشركات أو رؤوس الأموال، وإنما يمتد إلى كل المجالات الأخرى مثل السكن والإيجارات والتجزئة والتوظيف والنقل، الأمر الذي يعكس أهمية الاستثمار الأجنبي للاقتصاد.
وأضاف فاروق أن الاستثمارات الضخمة المتجهة إلى القطاع العقاري ساهمت في انتعاش كافة شرائح القطاع السكنية والتجارية، متوقعاً استمرار زخم الانتعاش لثلاثة أعوام مقبلة، مرجحاً أن يتراوح معدل نمو رأس المال في القطاع العقاري بين 25% و35% وحوالي 30% إلى 40% من نمو إيرادات الإيجار.
وأشار فاروق إلى أبرز العوامل التي تسهم في ترسيخ جاذبية الإمارات للاستثمار الأجنبي، والتي يتصدرها عامل الأمان والاستقرار والثقة وسهولة الأعمال وتنوع الفرص والتعديلات التشريعية الجديدة التي أتاحت التملك الكامل للمستثمرين الأجانب، فضلاً عن التأشيرات الذهبية.
استثمارات قياسية
استقطبت الإمارات خلال العام الماضي مستوى قياسياً من الاستثمارات الأجنبية المباشرة بلغ 23 مليار دولار، لتصعد إلى المركز السادس عشر كأكبر متلقى للاستثمار الأجنبي المباشر في العالم، والوجهة الأولى على مستوى الشرق الأوسط، وفقاً لتقرير «أونكتاد» الذي صنف دولة الإمارات العربية المتحدة رابع أكبر متلق لاستثمارات المشاريع الجديدة في العالم بإجمالي 997 مشروعاً، لتأتي بذلك بعد الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والهند مسجلة ارتفاعاً بمعدل 80% في المشاريع الجديدة مقارنة بالعام 2021، فيما عززت الدولة موقعها في صدارة الوجهات الجاذبة للاستثمار في دول مجلس التعاون الخليجي، بعد أن استقطبت 61% من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر بالمنطقة في العام 2022.

جريدة الاتحاد الامارات : مصطفى عبد العظيم

Leave A Reply

Your email address will not be published.