منتدى اقتصادي لبناني فرنكوفوني يفتح الآفاق أمام القطاع الخاص لاستعادة الثقة
أكثر من سبعين شركة ونحو عشر مؤسسات اقتصادية من 27 دولة عضواً في مجموعة الدول الفرنكوفونية ستجتمع في بيروت ما بين 9 و11 تشرين الأول الجاري، وذلك في سياق المهمة الثالثة التي تنظمها البعثة الاقتصادية والتجارية للمنظمة الفرنكوفونية وتستهلها باليونان لتنتقل بعدها الى لبنان.
تكتسب هذه المهمة التي تنظمها البعثة الفرنكوفونية بالتعاون مع الحكومة اللبنانية أهمية استثنائية نظراً الى الرسائل المهمة التي تنطوي عليها لجهة تأكيد دول الفرنكوفونية المنخرطة في هذا النشاط استمرار التزامها بعلاقاتها الاقتصادية والتجارية مع لبنان رغم الظروف المتردية التي يمر بها، فضلاً عن استمرارها في الاعتراف بموقعه كبوابة الى الشرق الأوسط ودول الخليج العربي.
سيتاح لممثلي هذه الشركات العاملة في قطاعات الصناعة الزراعية والسلع والخدمات الرقمية والطاقة المستدامة والأدوية ومستحضرات التجميل والسياحة المستدامة، الفرصة للقاء حوالى 150 شركة لبنانية، بهدف استكشاف السوق اللبنانية والتعرف على الفرص التي يقدمها في مختلف القطاعات المستهدفة، مما سيسمح لهم بالتبادل وإقامة شراكات مع الشركات المحلية من خلال الاجتماعات الثنائية التي ستُعقد، فضلاً عن زيارات سيقوم بها ممثلو الشركات الفرنكوفونية للعديد من مواقع الشركات. وستترافق هذه الاجتماعات مع جلسات ومحاضرات تتناول السياق الاقتصادي الدولي وتأثيره على التجارة، فضلاً عن شروط وطرق ممارسة الأعمال التجارية في لبنان.
يعوّل لبنان بقطاعه الخاص على هذه الزيارة والنشاطات التي سترافقها، لأنها ستعيد البلد الى خريطة الاهتمام الدولي كبوابة الشرق الأوسط، مركزاً للتجارة في المنطقة. وهو ما يمكن تلمّسه من الالتزام بالزيارة وبرنامجها، والاعتراف بتحسن مناخ الأعمال، وتنشيط الاستثمارات، كما يرد في البيان الصحافي المنشور على صفحة المنظمة، والذي يضيف ان لبنان يتمتع أيضًا بإمكانات الوصول إلى أسواق غرب إفريقيا بفضل الحضور القوي للمغتربين اللبنانيين، وان البلاد تتمتع بقوى عاملة مدربة جيدًا وتشارك في عملية إعادة التصنيع لتلبية الطلب المحلي المتزايد.
وكما اليونان، فإن لبنان يرغب ايضاً في الاستفادة من التحولات في مجال الطاقة والاقتصاد الرقمي وتعزيز تنويع اقتصاده من خلال التركيز على تنمية الاستثمارات والتجارة مع شركاء جدد، لا سيما في المنطقة الناطقة بالفرنسية وفي افريقيا، انطلاقاً من الموقع الاستراتيجي لكليهما في جنوب أوروبا والشرق الأوسط.
ويشكل لبنان أهمية خاصة للشركات الناطقة بالفرنسية التي تبحث عن فرص عمل جديدة ضرورية لدعم تحوّلها وتوسعها.
واليوم، يشكل البحث عن أسواق جديدة ونماذج نمو تتكيف مع ضرورات الطاقة والتحول الرقمي قضية حاسمة لتطوير الشركات. ويسعى القطاع الخاص اللبناني الى الإفادة من الفرصة المتاحة عبر السعي الى تكثيف الشراكات التجارية بين الشركات من الدول الأعضاء الـ 88 وحكومات المنظمة الدولية للفرنكوفونية، سيما وان المنظمة الدولية للفرنكوفونية تسعى الى ان تقدم للشركات الناطقة بالفرنسية برنامجًا مصممًا خصيصًا في اليونان ولبنان يتضمن هذا المنتدى الاقتصادي والتجاري.
وفي البرنامج، بعد يوم اول يُخصص لتقديم اهداف الزيارة والتعارف بين الشركات، وتنظيم طاولة حول الاستثمار في لبنان، تليه اللقاءات الثنائية، يفتتح رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي يوم الثلثاء المنتدى ومديرة المنظمة الفرنكوفونية كارولين سانت هيلير، وتنعقد الورشة الأولى تحت عنوان دور الفرنكوفونية في الترويج للتعاون الدولي والتنمية الاقتصادية في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، يشارك فيها وزير الاقتصاد والتجارة امين سلام ومديرة الفرنكوفونية الاقتصادية والرقمية فلورانس بريوني ورئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين سليم الزعني. وتستمر ورشات العمل حتى يوم الأربعاء.
يُذكر ان الزعني كان قد ساهم في الإعداد لهذا المنتدى خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الى باريس حيث التقى ممثلا عن قطب الاستثمار والتجارة في منظمة الفرنكوفونية تيك وانغ دونغ، وتناول البحث تنظيم المنتدى واشراك شركات القطاع الخاص فيه من اجل تأمين أعلى فرص نجاح له نظراً الى ما يمثله بالنسبة الى لبنان والقطاع الخاص فيه. وكان للزعني كذلك لقاء مع رئيس تجمّع ارباب العمل “ميديف” جيوفري رو دو بوزيو للغاية ذاتها. وهو سيشارك في المنتدى وسيكون له لقاء مع الهيئات الاقتصادية في مقر جمعية الصناعيين يتناول سبل التعاون.