لجنة فرنسيّة – قطريّة تمثل “الخماسيّة” في بيروت؟
رغم الجهد القطري الاستثنائي المبذول، لا مؤشرات سياسية من أي نوع ، لامكان احداث خرق في جدار الازمة الرئاسية، لا “من فوق الطاولة ولا من تحتها”، بعدما تبين ان بالونات المرشح الثالث الاختبارية، لا زال دونها عقبات ويكتنفها الغموض، حول ماهية هذه الفئة ومواصفاتها، قبل الغوص في مستنقع اسمائها، على رغم استمرار الاتصالات ذات الصلة.
فبين الاستطلاع والوضوح تسير مراكب المبادرة الفرنسية والمسعى القطري، وفقا لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، الذي ان دل كلامه على شيئ ، فعلى ان حارة حريك غير مستعدة لتحمل وزر التمديد الشغور في قصر بعبدا لألف اعتبار واعتبار، وهو ما قد يدلل إلى سبب استمرار الحوار مع ميرنا الشالوحي، رغم ادراك الطرفين ان لا أمل من جولات الحوار القائمة بينهما.
وسط هذا الواقع، كشفت معلومات ديبلوماسية عن استضافة الرياض في غضون الايام العشرة القادمة، لقاء لممثلي “خماسية” باريس، لاعادة تصويب مسارها وحسم بعض النقاط العالقة، ومن بينها مسألة العقوبات الخلافية، في ضوء التقرير الذي ستقدمه الدوحة، وتصورها للحل المقترح، والذي يبدو ان فكرة عقد “دوحة2” قد اسقطت منه.
وكشفت المصادر ان ثمة طرحا في الكواليس يقضي بدمج مهمتي الموفدين الفرنسي والقطري، عبر تشكيل لجنة ثنائية تزور لبنان، وتطرح مبادرة واضحة للحل باسم “الخماسية”، رغم ان واشنطن لا تزال غير متحمسة حتى الساعة، وسط دفع فرنسي لادخال ايران الى المجموعة لدورها الكبير المساعد.
واعتبرت المصادر ان التعويل الذي كان قائما من قبل الايليزيه على الحوارات الثنائية في بيروت، لاحداث خرق في التوازنات، خصوصا بين التيار الوطني الحر وحزب الله قد سقط، بعدما تبلغ الفرنسيون صراحة ان الامور “مش ماشية”، وان هدف الحوار الشكلي المستمر هو احتواء اي خلاف شيعي – مسيحي وتنفيسه، خوفا من خروج الامور عن السيطرة.
وفي مؤشر يحمل الكثير من التأويل في توقيته، عشية الحوار الضبابي بين البرتقالي والاصفر، وقبيل ساعات من اطلالة امين عام الحزب، ومكانه من خزان المقاومة وبيئتها الحاضنة في بعلبك الهرمل، ارسل رئيس حزب التيار الوطني الحر رسالة بالغة المعاني تخطت في شكلها كل المواقف التي أطلقها طوال الايام الاخيرة، سواء في جولاته المناطقية او “قعداته” الخاصة، خلال لقائه شباب التيار في المنطقة، الذي سلموه “طاستان” الاولى عسكرية كتب عليها “التحرير” رمزا لحرب التحرير في آذار 1989، والثانية مدنية يستخدمها عمال البناء بيضاء اللون كتب عليها التحرر، في دلالة الى معركة القضاء على الفساد، حيث تؤكد اوساط ميرنا الشالوحي على دلالة واهمية تلك الرسالة لمن يريد ان يفهمها، غامزة من قناة ذكرى 13 تشرين الاول التي ستحمل مواقف استثنائية تحدد مسار المرحلة المقبلة.
في الموازاة، تشير المصادر الى انه ورغم التعثر الرئاسي، الا ان ثمة ملفات اخرى تسير بدفع قوي، خصوصا موضوع ترسيم الحدود البرية، خصوصا عند نقطة الماري-الغجر، مع توقع عودة الوسيط الأميركي آموس هوكستين الى بيروت ،منتصف الشهر الحالي، بعد تبلغ الطرف الاميركي رسائل غير مباشرة ، تتضمن طرح على مقايضة الترسيم بتفكيك “خيمتي” الحزب، وهو امر كان طرح لبنانيا على اعضاء مجلس الامن خلال مداولات التجديد لقوات الطوارئ الدولية، انما في مقابل اسقاط البندين الخلافيين من القرار، الا ان واشنطن اصرت على فصل القضيتين.
وتتابع المصادر بان نقطتين ستبقيان عالقتين في مسالة ربط النزاع الحدودي مع اسرائيل، الى حين انجاز التسوية النهائية، وهما، النقطة “بي1″، ومسالة مزارع شبعا، بعد اتفاق ضمني انجزت مسودته عبر طرف ثالث، حرر حزب الله من اي حرج، وهو ما اعلنه صراحة امينه العام السيد حسن نصر الله بتاكيده الوقوف وراء الدولة اللبنانية في موضوع الترسيم، في استنساخ للاتفاق الذي انجز في ملف ترسيم الحدود البحرية، وهو ما يؤشر الى وجود ليونة لدى حارة حريك، التي لم تبالغ حين اكدت عدم وجود ترابط بين الملفات،اي الرئاسة والترسيم.