نوابٌ مهدّدون بالقتل… هل تعود الاغتيالات؟
نعيش في هذا البلد في حالٍ من المراوحة والترنّح. كلّ شيء معلّق و… مؤجّل. لا رأس للدولة، ولا جديد قريباً. والمؤسّسات، كلّ المؤسّسات، في حالة يُرثى لها. إنهيار وإفلاس… وتحدٍّ ومواجهة! وبين الممانعة والمعارضة والتحدّي والمواجهة والحوار والتغيير، لا صلة تجمع الفرقاء تحت سقف لبنان، وكلّ شيء يفرّقهم.
يظهر ذلك جليًّا في كلّ التصاريح والردود المضادة، وآخرها تصريح عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق الذي قال إن “جماعة التحدي والمواجهة صاروا عبئاً ثقيلاً على البلد”. ما استدعى ردّ عدد من نواب على رأسهم النائب سامي الجميّل الذي طالب نصرالله بتوضيح لهذا التصريح معتبراً إيّاه تهديداً بالقتل أو بـ7 أيّار جديد. فما رأي نواب المعارضة؟ وهل يعتبرون أنّهم بخطر؟
بسخرية سوداء قاتمة يُجيب عضو تكتّل الجمهوريّة القويّة النائب جورج عقيص، قائلاً لموقع mtv: “عندما يكون هناك عبء، أوّل ما يفكّر به الإنسان هو إزالة هذا العبء، ولذلك نتمنّى على مسؤولي حزب الله ألا يعمدوا إلى إزالتنا إذا كنّا نحن نشكّل عبئاً بالنسبة إليهم وألا “يتخلّصوا” منّا بطرق ملتوية”. ويعتبر أنّ هذه اللغة تعبّر عن ضيق صدر حزب الله من أيّ رأي آخر وتعبّر أيضاً عن ارتباك وتندرج في سياق سلوك عام للحزب هو التهويل والتهديد.
بدوره، يقول النائب وضاح صادق، لموقعنا: “جماعة التحدي والمواجهة هم من باتوا يشكّلون عبئاً وتهديداً على البلد، إذ ليس نحن من يشترط إسماً معيّناً إلى الرئاسة، إمّا أن يصل أو نخرب البلد”. ويُضيف: “ليس نحن من طالبنا بالحوار من أجل مناقشة مشروع سليمان فرنجيّة وليس نحن من نرفض تطبيق الدستور ولا نحن من نخرج من الجلسات إذا لم يأتِ “زلمتنا” ولا من نقاطع ونكسر النصاب”.
في السياق عينه يتحدّث عقيص، إذ يُشير إلى أنّه إذا كان هناك عبء حقيقي، فهو سياسة محور الممانعة على لبنان بسبب عزله عن محيطه العربي واستباحة حدوده ومؤسساته وتكريس حالة الفراغ الرئاسي من خلال نهج الحزب التعطيلي ورغم ذلك لم نقل يوماً إنّ حزب الله بات يشكّل عبئاً إنّما دعوناه إلى تغيير هذه السياسة والعودة إلى الداخل اللبناني وملاقاة المعارضة.
هذا الواقع يفرض سؤالاً أساسيًّا: هل تعود الاغتيالات؟
يُجيب عقيص: “هذا التهديد موجود دائماً ولا نعلم في أيّ لحظة سياسيّة أو أمنيّة قد يحصل، وبالتالي نحن لا نخرج ذلك من حساباتنا. فالاغتيالات تحصل والدليل أن تصفية لقمان سليم لم تحصل منذ فترة بعيدة وكذلك الياس الحصروني”، معتبراً أنّ لغة تصفية المشروع الآخر هي سلاح موجود دائماً.
ويختم: “ما يؤكّد تخوّفنا أيضاً هو أنّ هذه الجرائم لا تجد سبيلها إلى الحقيقة ولا تُكشف”.