المساعي المحلية تنعدم.. وترقب زيارة لودريان إلى بيروت

مع تعليق مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوارية يغيب أي مسعى محلي من شأنه المساهمة في إنجاز الأستحقاق الرئاسي، مع أن هذه المبادرة شكلت محور تباين بين من يعارضها ويطالب بالمباشرة بالعملية الدستورية فورا وبين من يرى فيها خشبة الخلاص. لقد كان متوقعا أن لا تبصر النور إلا أنها شغلت الساحة المحلية لفترة من الوقت واستقطبت مواقف وردود فعل. وفي الوقت الراهن، أصبح الملف الرئاسي معلقا على الحبال الخارجية، وسط حراك قطري ولاحقا فرنسي لاسيما إذا عززت المباحثات في الخارج هذا الامر وحصل تدخل عاجل لإنهاء الشغور من خلال شخصية تسمى بالخيار الثالث، وهذا الأمر أيضا غير محسوم ما لم يبد فريقا الممانعة والمعارضة استعدادا لبحث الموضوع بشكل جدي والتنازل عن دعم مرشيحهما. فكل فريق يجد نفسه متمسكا بقناعاته حتى أن افرقاء الممانعة لم يفاتحوا أحدا بأمكانية التراجع عن تأييد رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية وفي الظاهر يتحدثون عن هذا التوجه ويدحضون الأخبار التي يتم تناقلها عن نية بفرملة هذا التأييد. وفي مقلب المعارضة، لم تتظهر الصورة بشأن غربلة أسماء جديدة لتدخل في سياق دعمها وبدا البحث في هذا المجال متواضعا وتصريحات نوابها تتكرر بشأن جلسات الأنتخاب المفتوحة. والأجواء التي طغت على مباحثات الموفد القطري ابو فهد جاسم آل ثاني تتطلب بعض الوقت لبلورتها لأن المعطيات بشأنها متضاربة لاسيما في طرح أسماء للرئاسة. وترك الخيار للافرقاء المحليين للتفاهم.
لم تبرز حتى الآن المؤشرات المشجعة للخوض في عملية الأسماء أو إجراء بحث موسع حيالها ولا تزال المسافة بين القوى السياسية في البلاد بعيدة ، فهل تنتظر أية تطورات جديدة ام ان الملف الرئاسي سيقى يدور في الحلقة المفرغة كما هو حاصل ؟

وتقول مصادر سياسية مطلعة لــ «اللواء» أن كل اسبوع يمر من دون تحقيق أي تقدم ملموس في الملف الرئاسي يجعل من مدة الشغور أطول ويمكن القول ان هذا الملف حتى الآن لم يتم ترتيبه ليحل ضمن أولويات البحث بفعل أكثر من عامل وإن اللقاءات الخارجية التي تعقد تركز على عدم تفويت الفرصة لأتمام هذا الأستحقاق، مشيرة إلى أن التقاطع الفرنسي – القطري على الخيار الثالث يجعل من المسعيين أقرب إلى التنسيق حتى وإن كانت المقاربة مختلفة وقد يتظهر ذلك عندما يحضر الموفد الفرنسي إلى بيروت لمعرفة ما إذا كان طرح الخيار الثالث يشق طريقه، أما عدم حضوره مرة أخرى فيعني أن لا شيء جديدا مرتقبا وإنما محادثات لودريان كفيلة بأن تعطي الانطباع بما قد تؤول إليه الأوضاع على الجبهة الرئاسية، والسؤال بشأن انكفاء الدور الفرنسي يجيب عنه لودريان نفسه .
وتعتبر هذه المصادر أن الكلام الذي صدر مؤخرا عن الرئيس بري كما من افرقاء من الممانعة بشأن الإبقاء على ترشيح فرنجية ورد المعارضة بالمفرق على مواصلة دعمه وفرضه بالتالي، يدل بوضوح على أن المواجهة بينهما لن تهدأ وهذا المناخ لا يساعد في إنجاز أي تفاهم أو حتى إمكانية الانتقال إلى مرحلة جديدة معدومة بفعل انقطاع خطوط التواصل، موضحة أن ما يتردد عن مؤتمر دوحة جديد ليس مضمونا والكل يدرك كيف عقد بنسخته الأولى، وبالتالي الترويج له لا يعني أنه سيحصل وهي فكرة بعيدة التحقيق اقله اليوم بالنسبة إلى المعنيين بالملف الرئاسي ، وحديث النائب السابق وليد جنبلاط من أن أفق التسوية الرئاسية مقفل إشارة إضافية بأن العملية مستعصية حتى أنه لم يبد تفاؤلا بأي مسعى جديد .
وترى أن موعد وصول وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي غير محسوم بعد وإن زيارته إلى بيروت متى تمت تهدف إلى تكثيف البحث في الخيار الثالث وتنشيط الاتصالات في هذا المجال أو حتى وضع خطة لتزخيم المبادرة القطرية بأعتبار أنها صالحة للتطبيق بمجرد قبول الأفرقاء بصيغة وسطية، وتفيد أنه من سابع المستحيلات أن تتعاون القوى المسيحية التي يتم تحميلها مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية لإيجاد أي حل وفي الأصل هناك فيتوات متبادلة ولو أن التقاطع بينهم «زمط» على دعم الوزير السابق جهاد ازعور..
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم يتمحور حول ما إذا كان الأفرقاء اللبنانيون بخياراتهم القاتلة يعمدون إلى التفكير في جدية الطرح القطري أو يبحثون عن مساع بديلة في حال أخفقت الطروحات الراهنة. هي مسألة وقت فقط وقد تتضح في الشهر المقبل.

Leave A Reply

Your email address will not be published.