ما يحصل Online: “الزبونات يا مين يشيل”
المشهدُ في الأسواق تغيّر كثيرا في السنوات الاخيرة… شوارعُ مهجورة بعدما كانت تضجّ بالـ shopping، محالّ لم يبقَ منها أثرٌ على الارض، بعدما وَجَدت في العالم الافتراضي مجالا أكبرَ لتحقيقِ الأرباح.
كالسحر انقلب كلّ شيء في لبنان، وكما تغيّرت أحوالنا جميعا كذلك تغيّر حال المحلات التي بدت كمن اقتُلع من جذوره واختفى، ليصبح صفحة على instagram أو على فايسبوك، يسوّق ويبيع أونلاين، والزبونات “يا من يشيل”.
أسباب كثيرة دفعت بأصحاب المحال إلى حزم أغراضهم والتخلي عن محالهم بعد سنوات طويلة، أوّلها إرتفاع كلفة الإيجارات بالدولار، إضافة إلى تكاليف أخرى من أبرزها فواتير المولدات ورواتب الموظفين، لينسحبوا إلى الـsocial media حيث لا إيجارات ولا “همّ الموظفين”، وهناك “الربح صافي”.
أقفلت رانيا محلّ الثياب الخاص بها قبل عامٍ تقريبا، بعدما تراجع المبيع بشكل كبير حتى باتت كلفة الفواتير والرواتب أكثر من المردود، فأخذت قرارها الصعب بالإقفال. وتقول لموقع mtv الالكتروني: “في الأشهر الأخيرة قبل الإقفال كنت أقع شهريا في خسارة كبيرة، فما كنت أجنيه كان أقل بكثير مما كنت أدفعه، وقد نصحني أحد أصدقائي بالتوجّه للبيع online، وهكذا فعلت”.
وتضيف: “في البداية، كان الامر غريبا بالنسبة لي، فأنا بعيدة جدا عن العالم الافتراضي، لكنني تلقّيت المساعدة من أصدقائي لإنشاء حساب والتسويق له، وبعدها اتفقت مع شركة Delivery لتوصيل البضاعة إلى مختلف المناطق اللبنانية، ما هي إلا أشهر حتى بدأت ألمسُ إقبالا كبيرا على الصفحة، حتى أنني عانيت قليلا قبل أن أجد طريقة لإدارة الحساب بسبب الكمّ الكبير من الرسائل التي تصلني عن البضاعة التي أعرضُها”.
التجربة نفسها ترويها ترايسي، التي اضطرت لإخلاء محلها بسبب ارتفاع كلفة الإيجار بشكل كبير، خصوصا أنها وجدت أن البيع أونلاين يحقق أرباحا كبيرة، تفوق بأضعاف ما كانت تجنيه من البيع في المحلّ. وها هي اليوم، تروي قصّتها بابتسامة عريضة “كانت ساعة خير”… بهذه الكلمات تعبّر عن صوابية القرار الذي اتخذته… وتتابع: “في الماضي كنت أسيرة المحلّ لتسع ساعات تقريبا، 6 أيام في الأسبوع، اما اليوم فيكفي أن يكون معي هاتفي وبإمكاني أن أردّ على الرسائل وأنشر ما أريد أينما كنت وفي أي ساعة أردت”.
تندم ترايسي أنها تأخرت قبل الانتقال إلى الاونلاين كليا، فهي تعتبر أنها أهدرت الكثير من الوقت وهي جالسة في المحلّ، خصوصا في ما يتعلق بأولادها.
هي تجارب تحوّلت إلى نجاح بعد خيبة، بعدما بات العالم الافتراضي المنطقة الآمنة وسط هشاشة وسوداوية الواقع.