4 أسماء في جعبة القطري واللقاءات تشمل رؤساء الكتل
باتت المواقف في «الويك أند» أشبه بالنقر على «طبل مفخوت» كما يقال. فلا معنى للمواقف التي تمعن في ازدياد التباعد، والعزف على وتر «رفع المعنويات» لدى كل طرف، واعتبار خياراته، هي الأصح، من دون الالتفات الى النتائج، اذ أن البلاد اقتربت من دخول الشهر 12 من سنة أولى فراغ، ذلك لان الحسابات الشخصية والحزبية تتقدم على ما عداها، ومع تعدّد الخطابات، سواء تلك التي تدعو للحوار أو تدعو للتنصل منه، وغسل يدها من عدم الإستجابة له، فالنائب جبران باسيل اعتبر في كلمة له خلال جولة في عكار برفقة الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون انهم الآن يراهنون على مين أكثر مرشح بيضرنا.
وحسب مصادر متابعة، فإن باسيل يعرب عن ارتياحه لاسقاط مبادرة الرئيس نبيه بري للحوار، مرجحاً دوراً أكثر فعالية لقطر في ادارة التفاوض حول إيجاد صيغة لإنهاء الشغور الرئاسي.
وبعيداً عن الاعلام، يواصل الموفد القطري جاسم آل ثاني (أبو فهد) اتصالاته، بهدف تكوين نظرة تمكنه من التحرك، بعد مجيء الموفد الفرنسي جان- إيف لودريان الشهر المقبل الى بيروت، في زيارة متابعة، او مجاملة، او انهاء الدور الفرنسي لصالح الدور القطري.
وتأكد، من ان الموفد القطري يحمل اسمي قائد الجيش العماد جوزيف عون واللواء الياس البيسري، اضيف اسم النائب نعمة فرام، والوزير السباق زياد بارود، وان الموفد القطري تواصل مع اللواء بيسري والتقى ايضا رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومن ثم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قبل ظهر السبت. لكن لم يتم التأكد رسميا من مصادر هذه القوى ما اذا تمت هذه اللقاءات بسبب التكتم الشديد حول حركة الموفد.
ومن المتوقع أن تشمل جولة الموفد القطري أيضا رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس الحزب الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، في تمهيد للمهمة الرسمية التي سيقوم بها لاحقاً وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية محمد الخليفي بحثا عن اسم ثالث للرئاسة يكون مقبولا من اغلبية القوى السياسية. لكن تردد ايضا من ضمن التسريبات ان ثنائي امل وحزب الله ابلغا «ابو فهد» تمسكهما مع حلفائهما بترشيح فرنجية.
وكشفت مصادر سياسية النقاب عن توجه جديد اعتمدته دول اللقاء الخماسي في اجتماعها الاخير على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، يتضمن الابقاء على مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان- ايف لودريان المكلف بها لحل ازمة الانتخابات الرئاسية، مدعما بتحرك متزامن يتولاه الموفد القطري المكلف إجراء الاتصالات اللازمة مع المسؤولين والسياسيين اللبنانيين، وفي الوقت نفسه يتولى الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الذي ابدى استعداد حكومته للمساعدة في ترسيم الحدود البرية للبنان، جنوبا وشرقا، القيام بتحركات مع الأطراف اللبنانيين المنفتحين، للمساعدة، بتقريب وجهات النظر فيما بينهم، بما يدعم مهمة لودريان وتحرك الموفد القطري على حد سواء، في الملف الرئاسي وتسريع خطى انهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية.
وتوقعت المصادر ان يؤدي تحرك الخماسية على هذا المستوى، الى اعطاء اندفاعة اقوى للجهود المبذولة، لاعادة تحريك ملف الانتخابات الرئاسية، وبوتيرة اسرع من قبل.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه بدءًا من الأسبوع الراهن يتبلور المشهد بشأن المسعى القطري الجديد حول الملف الرئاسي، وأشارت إلى أنه إذا كان أراد رئيس مجلس النواب نبيه بري تعليق دعوته للحوار فإنه سيصارح الجميع بذلك، معلنة أن مواقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل توحي بفتح باب السجالات دون معرفة ما إذا كان يريد استعادة دور التيار في مواجهة عملية اقصائه ام أنه يفعل ذلك لأهداف شعبوية.
وأعربت هذه المصادر عن اعتقادها أن عودة حديث باسيل عن المعارضة ليس بالضرورة أن يعني أنه ينضم إلى المعارضة الراهنة إنما بقصد معارضة من نوع آخر، ولفتت إلى أن شهر أيلول شارف على الانتهاء وهناك ترقب لأية مفاجأة في الشهر المقبل لاسيما رئاسيا ام أن المراوحة ستطغى على الصورة السياسية الراهنة.
فرحان لتنفيذ الاصلاحات
ومن نيويورك، دعا وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان الاطراف اللبنانيين الى تنفيذ اصلاحات شاملة تقود الى تجاوز الازمة. وأكد على ضرورة بسط الدولة اللبنانية سيطرتها على كافة الاراضي اللبنانية، لافتا الى ان «بسط الدولة اللبنانية سيطرتها سيسهم بالتصدي لتهريب المخدرات».
العيد الوطني
وفي السياق اكد سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري خلال إحتفال السفارة السعودية في لبنان باليوم الوطني السعودي الـ93 في وسط بيروت، أنّ «السعودية حريصة على أمن واستقرار المنطقة وتحقيق الادزهار في كافة البلاد العربية».
وقال: إننا نتقاسم مسؤولية دولية مشتركة من أجل الحفاظ على استقرار لبنان وحماية سيادته. والفراغ الرئاسي يبعث على القلق البالغ، ويهدد في الوصول إلى الاصلاحات، ولطالما أكدنا أنّ الحلول المستدامة تأتي فقط من داخل لبنان، وأن الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني، ونحن على ثقة بأن اللبنانيين يمكنهم تحمّل المسؤولية.
وأكّد بخاري أنّ «الموقف السعودي في طليعة المواقف الدولية التي تشدد على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، قادر على تحقيق ما يتأمله الشعب اللبناني»، موضحاً:«أننا نريد للبنان أن يكون كما كان، وأن يستعيد دوره الفاعل في المنطقة».
المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتيسكا وفي مناسبة مرور 75 عاماً على تأسيس بعثات الأمم المتحدة، قالت في حديث إذاعي: إننا نبذل جهودا عبر القنوات الدبلوماسية ونشجع حوارا على الاستراتيجية الدفاعية ومناقشة كل المجموعات التي تحمل السلاح.
وأكدت ان «الأمم المتحدة تبحث في أي فرصة للمساعدة كي تفهم كيف يمكن ان تخدم لبنان في هذه المرحلة، من دون تدخل. مشيرة الى ان اللقاء مع النواب مهم لان دور النواب أساسي في انتخاب رئيس».
وقالت: في المرحلة المقبلة نشجع على ان يتخذ اللبنانيون قراراً لأن ليس هناك أحزاب فقط بل توازنات طائفية معينة، ولكن بعد سنة من الفراغ يستحق لبنان ان ينتخب رئيساً بسرعة لانه مطلوب منه عمل كثير.
مواقف باسيل
وسط ذلك، ذهب النائب باسيل الى خط الخروج نهائيا من فكرة الحوار الذي دعا اليه الرئيس بري.
وتساءل باسيل في معرض الحملة على الرئيس بري، اذا تأمّن كل شيء لمطار القليعات، من قال ما بتوقف الدفع وزارة المال مثل ما صار بمعمل دير عمار؟
واعتبر باسيل في رده على قائد الجيش: كل ادعاء بأن الجيش والأجهزة الامنية عاجزة هو كلام باطل، ويراد منه رئاسة.
وفُهم من فقرة في خطاب باسيل انها تعني حزب الله، مش عارفين أنو التيار اذا راح على المعارضة الكاملة بيقوى، صحيح البلد بيضعف مع هيك منظومة ورئيس، ولكن التيار بيصير اقوى، وأقوى لانه لن يكون شريكاً بأي معادلة فشل.
لكن باسيل استدرك قائلاً: لا يمكن للتيار أن يكون ضد الحوار المجدي والجدّي، ولكن التيّار حريص على نجاح الحوار. نحنا ما وضعنا شروطا ولكن حدّدنا الظروف يلّي بتؤدّي لنجاح الحوار اي لانتخاب رئيس وفق برنامج، لأن البرنامج هو اهم من الشخص بهيدي الظروف. واذا التيّار ابدى الايجابية والاستعداد، فيجب ان يكون الجواب بالمرونة وليس بالفرض، لأنّه ثبت ان الفرض لا ينجح معنا».
وأكد باسيل: «أننا لا نستطيع أن نأتي برئيس ينتهي معه لبنان، السوري يشارك اللبناني بكل المهن وفوق كل هذا يحصل على مساعدات من الامم، فلماذا يعود إلى سوريا؟ قد يفكر بالتوجه الى اوروبا ولكن يمنعونه هذا عوضا ان يكون لدينا رئيس يفتح طريق البحر». وقال: فموضوع النازحين أصبح يتعلق بحياة بشر، وهو ليس وسيلة سياسية للحصول على الرئاسة بل أصبح عملية منظمة على ايدي عصابات باتت معروفة وأولاد عكار يعرفونها، فكيف يريدوننا ان نصدق ان الأجهزة لا تعرفها، مشددا على أن لدينا بعض المسؤولين يسكتون عن أفعال الغرب لكسب الرضى وكل الكلام عن الأجهزة الأمنية انها غير قادرة يراد منها رئاسة.
وفي المواقف، رأى نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، أن «الحوار هو الطريق الذي يوصل الى المجلس النيابي، ومن يرفضونه لا يريدون الجلوس مع الذين يعارضونهم. وبدلا من أن تزيدوا اللبنانيين بلاء بكثرة التحريض اعملوا على تحقيق الاستحقاق النيابي الرئاسي بطريقة تجمع». مشدداً أن «لبنان قائم على التوافق والتوازن، وواجب النواب أن يهيئوا الظروف المناسبة لانطلاق المؤسسات».
وقال رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، عبر حسابه عبر منصة «إكس»: يتساءل بعض الأصدقاء في لبنان والخارج لماذا لم ينتخب رئيس في لبنان وفشلت كل المبادرات الآيلة لذلك حتى الآن؟ الجواب واضح، لأن حزب الله نسف مبدأ انتخاب الرئيس مع جميع الآليات والمهل الدستورية عبر تعطيل النصاب ورفض الرئيس بري الدعوة لجلسات انتخاب مفتوحة إلا إذا كان ضامناً وصول مرشحه للرئاسة.
وإستبعد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «إمكانية إجراء انتخابات رئاسية في الوقت القريب برغم المساعي السعودية، والقطرية لأنو دود الخل منو وفيه»، في إشارة الى التعطيل اللبناني الداخلي.
وكان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط قد حذّر خلل استقبالاته الأسبوعية في قصر المختارة يوم السبت، من «المسار الذي تتجه إليه الأمور في ظل التعقيدات المتراكمة، والرسائل الأمنية، والتحريض المستمر في ملفات دقيقة كملف النازحين السوريين، وهي كلها تؤشر إلى مزيد من التأزم، فيما المطلوب لمواجهة ذلك أن تذهب كل القوى المعنية إلى الحوار وانتخاب رئيس، والتوقف عن هدر الوقت الذي يزيد الانهيار المستمر في كل مجالات الحياة وقطاعات الدولة.
سجال الراعي قبلان
وقال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي: ان القانون والدستور مستباحان في لبنان من قبل النافذين، ومخالفات أي عضو في أي حزب يتم طمسها من قبل الحزب نفسه الذي يحمي المرتكب.
وأضاف الراعي من قداس اليوبيل الذهبي للأبرشية المارونية في استراليا امس: في لبنان لا تُستوفى الضرائب والرسوم من كل المواطنين بل من منطقة دون أخرى، إما عمداً أو خوفاً من فائض القوة أو إهمالاً وبالتالي لا يؤمَّن الا الضئيل من الخدمات العامة.
وتابع: الكنيسة لن تسكت عن كل السلبيات في لبنان، ولن تتعب في التزامها برسالتها عبر مؤسساتها التربوية والاجتماعية والاستشفائية.
واضاف: أن الكنيسة لم تترك لبنان وشعبه فريسة للاستكبار، ولن تسكت عن تعمّد تغييب رئيس الجمهورية المسيحي الوحيد في كل أسرة جامعة الدول العربية.
ورد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان على الراعي قائلاً: لأن حجم الهجمة الأميركية يهدد وجود لبنان، ولأن المسيح ومحمد يريدان الحق فقط، أقول لشريك الوطن غبطة البطريرك الراعي: القضية في لبنان أن بعض المسيحيين لا يريد رئيساً مسيحياً، وما نعيشه منذ تشرين 2019 عبارة عن غزو أميركي طاحن بواجهات مختلفة، ولحظة الغزو ومعارك المصير البلد يحتاج الى كل بنيه، والتضامن والحوار ووحدة الحال ضرورة وطنية إنقاذية. من هنا قلنا بأن القطيعة السياسية تستبيح الدستور والقانون وتقضي على البلد وتلعب لصالح واشنطن ومجموعتها الدولية الإقليمية التي تريد رأس لبنان، وليس سراً أن لبنان يتعرض لأسوأ حرب ممنهجة، والعاصفة المنظمة التي تقودها واشنطن تتسبب بأسوأ كارثة تطال الدولة ومشروعها وشعبها، وعينها على تدمير أعمدة وجود لبنان، وهنا في الداخل للأسف من يشارك واشنطن هذه الحرب وتلك الواجهات المدمرة، ولا حياد في هذه الحرب لأن لبنان تحت الغزو.
مالياً، قال وزير المال في حكومة تصريف الاعمال يوسف خليل: «نحن ندفع معاشات العسكر والمتقاعدين والموظفين في القطاع العام من دون ان نلجأ الى الاستدانة».
واشار الى اننا نسعى الى توحيد سعر الصرف، وهذا الامر جعلنا ننجز الكثير من الاشياء المهمة.
ولفت خليل الى ان هناك ارتفاعاً في الايرادات من خلال قدرتنا على الجباية، وحجم الاقتصاد تقلص من 50 مليار دولار الى 18 مليار دولار.
واشار الى ان هناك ابواباً اخرى تؤذي وزارة المالية بالاضافة الى التهرب الضريبي تتمثل بصعوبة السيطرة على الحدود والمعابر غير الشرعية.
وكشف خليل: «ان ما تبقّى من اموال حقوق السحب الخاصة للبنان عبر صندوق النقد الدولي «SDR» هو قرابة الـ50 مليون دولار من اصل 86 مليون وان معظمهم صُرف على الطاقة والادوية والقمح.
وحزم خليل ان رواتب القطاع العام موجودة ومؤمنة حتى نهاية العام الحالي.