سيناريوهات مناخيّة كارثيّة تنتظر لبنان… ووزير البيئة يحذّر
الأرض تعبت. العالم مقبل على الأسوأ. وحياة البشرية مهدّدة. ما نشهده من ارتفاع للحرارة وفيضانات وكوارث طبيعيّة ليس إلّا البداية لـ”الانهيار المناخي”. وفيما الدول تتداعى لإيجاد حلول وتدارك المحظور، لبنان ضائع في ملفات الساعة المؤجل البتّ بها بانتظار الخارج، وكأنّه فعلًا بلد على كوكب المريخ، يبتعد كلّ البعد عن النتائج المدمّرة للاحتباس الحراري.
لا يصحو المسؤولون في لبنان، أو الأصح يدّعون الصحوة، إلّا بعد وقوع الكارثة وفوات الأوان. ولبنان لن يكون بمنأى عن تداعيات التغيّر المناخي إذ سيشهد تباعًا أحوالا طقسيّة متطرفة وسيناريوهات كارثية بدءًا من العام 2060، وفق التقرير الذي أعدّته وزارة البيئة في هذا الشأن.
ويشرح وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين أنّ لا صيفنا ولا شتاءنا سيكونان كما نعرفهما. ويقول في حديث لموقع mtv: “ليست المرّة الأولى التي نشهد موجات حرّ إنّما ما سيحصل هو ازدياد في وتيرة هذه الموجات، في مدّتها وفي شدّتها. وسيؤدي هذا إلى ارتفاع نسبة الجفاف في كثير من المناطق خصوصًا تلك الداخليّة وفي مناطق بعلبك – الهرمل وعكار وبنت جبيل كما ستشهد المناطق الساحلية المزيد من الارتفاع في درجات الحرارة”.
ويضيف: “أمّا في الشتاء، فكميّة المتساقطات سترتفع في مدّة قصيرة ما سيؤدي إلى فيضانات خصوصًا مع إغلاق الكثير من مجاري المياه والتعدّيات على الأملاك النهرية وغيرها”.
حتى إنّنا لن نعود قادرين على التنعّم بالثلج لفترة طويلة؛ ففترة بقائه على الجبال ستتدنى من معدّل 115 يومًا إلى 45 يومًا، وحينها لن تتخزّن المياه في جوف الأرض وسيذوب الثلج سريعًا مسببًا فيضانات، وفق ياسين.
يملك تغيّر أحوال المناخ تأثيراً على المحاصيل الزراعية وعلى نوعية الزراعات وكميتها نتيجة الجفاف والحرّ. ويعلن ياسين أنّ “لبنان لن يتمكّن من تأمين أمنه الغذائي ولا حتى الاكتفاء بالحدّ الأدنى منه ما لم توضع خطة لكيفية إدارة الموارد الزراعية، خصوصًا أنّ لبنان يستورد حوالى 80 في المئة من المنتجات الغذائية ومع اشتداد الكوارث ستتأثّر خطوط الإمداد العالمية وستلجأ الدول إلى اعتماد سياسة الحماية”.
ليس بمقدور أي دولة مهما بلغ تطوّرها الوقوف في وجه التغيّر المناخي فكيف الحال بلبنان المتخبّط بأزماته واللبنانيين الذين انحصر همّهم بالقوت اليومي. ويشير وزير البيئة إلى أنّه “علينا أن نتكيّف مع التغيّر المناخي وإلّا كلفة الأزمة والكوارث ستكون مضاعفة، وبالعكس إذا توصّلنا إلى مرحلة التأقلم مع التغيّرات الأمر سيكون مربحًا”. ويتابع: “الاستثمار في العمل المناخي مربح، ولقد ركّزنا في الخطة التي أعدّتها وزارة البيئة على أربعة قطاعات هي الطاقة، النقل، النفايات وإدارة الأراضي ومنع تدهورها لأنّ الاستثمار في هذه القطاعات له منفعة كبيرة على الاقتصاد ويدرّ أموالًا كثيرة”.
ويلفت ياسين إلى عدم وجود تلقّف للمحاظير المحدقة بلبنان في السنوات المقبلة، مطالبًا أن تشمل أي خطة إصلاح مالي واقتصادي عملية الاحتباس المناخي. وإذ يدعو ياسين الوزارات إلى وضع خطة استباقية لتدارك الكارثة اعترف أنّنا لا نزال في مرحلة أوليّة وبدائية، وحذّر من سيناريوهات كارثية على لبنان.
الولايات المتحدة وكندا مهددّتان بالعواصف الشديدة والأعاصير. ستفتك الأمراض الموسميّة بأفريقيا. ستُواجه آسيا الجفاف وكذلك أميركا الوسطى والجنوبية. ستلتهم الحرائق أستراليا. أمّا أوروبا فهي بدورها ستعيش الانهيار بأوجه مختلفة. فإلى أين ستهرب البشرية؟ أإلى المريخ حيث لبنان سبقهم.