مذكـرة وطنية لبحث الأوضاع العامة في البلاد
غبطة البطريرك، شرفاء لبنان، في زمن المُحل القائم في لبنان وتزامناً مع حالات فراغ في إدارات الجمهورية اللبنانية المدنية والعسكرية ورغبةً منّي أنا الموقّع أدناه وبعد سلسلة من الاجتماعات هنا في أرض الغربة ومع مكتبي في لبنان وبالتعاون مع مراكز أبحاث محلية – عربية – أجنبية تكوّنت لديَّ قناعة بأن سلطة الأمر الواقع في لبنان الروحية إسلامية ومسيحية وعلمانية مسيحية وإسلامية عاجــزة عن إحداث تغيير جوهري في واقع الأمــور لأنها وللأسف مرتهنة بمحاور إقليمية – دولية أحكمتْ قبضتها على كل مفاصل الدولة وباتت هذه القوى الحالية مجرد دمى تحرّكها وفقاً لمصالحها وأهدافها… المؤسف أنّ الجميع يفتقد للمصداقية وعذراً هذا هو واقع الحال «ونيّال إللي بيحكي الحقيقة» عندئذ بإستطاعته مقاربة المواضيع بكل تفاصيلها وإيجاد المخارج اللائقة لها.
لا يمكن التشكيك بقدرة «قوى النخبة» التي تعمل وفقاً لشرعة حقوق الإنسان ولمندرجات الدستور اللبناني على إحداث خرق في الواقع الوطني والأزمة القائمة والمتراكمة فصولاً وهي نتاج هذه السلطة الخائنة والخائرة… نعم لدى «قوى النخبة» القدرة في تحسين الوضع السياسي المسيحي والوضع السياسي الإسلامي وإنتشاله من القعـر طالما تتوافر خارطة طريق وآليات تنفيذية… وليكن معلوماً أنكم في حالة تعاونكم يا غبطة البطريرك مع «قوى النخبة» ستستفيدون من أهمية الخطوة التي ستقدم عليها هذه القوة توقيتاً وشكلاً ومضموناً.
الزيارات في الداخل والخارج، التصاريح هنا وهناك، الاجتماعات، الروحات والمجيات لا تُجدي نفعاً ولا تؤثر على أي شيء… المطلوب خارطة طريق في توقيت دقيق وحسّاس على المستوى اللبناني والإقليمي والدولي وفي عز إحتدام الأزمات والصراعات الإقليمية التي تحصل… الزيارات إلى الخارج من دون خارطة طريق لا تُجدي نفعاً، الكلام، العظات، الهوبرات، اللقاءات لا تعطي نتيجة على مستوى الداخل اللبناني… خاوي اليدين تذهبون إلى الخارج وإلى الجاليات وتذهب مع الريح جولاتكم التي لا تُثمر إلّا «شم الهوا»… لبنان يا سادة معني أكثر من غيره بالذي يحصل في المنطقة، هناك إجتياح لكل مؤسسات الدولة من قبل محور طامع في السيطرة وإيجاد مكان له على الخريطة السياسية الإقليمية وهناك العديد من أبناء لبنان يتعاونون مع هذا التمدًد. لبنان في عين العاصفة، من هنا أهمية وضع خطة ترسم وتحدّد الإطار الوطني السياسي لموقف اللبنانيين عامة والمسيحيين خصوصاً والموارنة تحديداً وحيث لا يمكن للمسيحيين وللموارنة تحديداً أن يكونوا فريقاً وملحقين بهذا الطرف أو ذاك كما هو حاصل اليوم مع الذين أطلقت عليهم لقب «أقطاب»، وبالتالي عليك أن تتعاون مع «قوى النخبة» من أجل مد الجسور والتفاعل الإيجابي والحياد .
غبطة البطريرك، شرفاء لبنان، في المضمون المذكرة الوطنية التي نعمل على طرحها وإعتمادها تتصف بمضمون وطني تهيمن عليها القوانين لا المصالح وتطرح عملياً ما يلي من بنود: الحياد الإيجابي المرتكز على قوة لبنان الدفاعية بقواه الشرعية دون أي شريك معها وإلتزام لبنان بالقضية الفلسطينية وبالتنسيق مع السلطة الفلسطينية الشرعية المتمثلة بسفارة فلسطين في لبنان، تحييد لبنان عن الصراعات والمحاور الإقليمية إستناداً لإعلان بعبدا، حصرية السلاح في يد الشرعية تطبيقاً لقانون الدفاع الوطني وبناء قوى عسكرية على مختلف إختصاصاتها، العودة إلى الميثاق الوطني ولا إستقواء بخارج ولا تفرّد في الداخل، تطبيق المناصفة الفعلية في المشاركة الوطنية في الحكم والإدارة، وضع قانون إنتخابات يترجم هذه المناصفة الفعلية ويلغي فرض نوّاب بناء على مصالح خاصة كما هو حاصل في القانون الحالي، إقرار وتطبيق اللامركزية الإدارية الموسّعة التي تعطي المناطق صلاحيات أوسع، إستكمال تطبيق الطائف وتطويره وسد الثغرات الدستورية والإجرائية التي ظهرت في تجربة الحكم، إنتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن مشروع وطني مكتمل المواصفات مبني على قاعدة دستورية وطنية لا على مصلحة خاصة كما يُعمل له اليوم.
غبطة البطريرك، شرفاء لبنان، هذه المذكرة التي نعمل لها يمكن إعتبارها برنامجاً متكاملاً لحل الأزمة فهلّموا للتعاون.