كيف سيسدد لبنان ثمن الغاز المصري؟
اتفاق لبنان مع مصر لتزويده الغاز يطرح أسئلة كثيرة. اولها ان الاتفاق حصل في فترة بلغت أسعار الغاز مستويات مرتفعة جدا في الأسواق العالمية، فكيف وبأي دولارات سيدفعها لبنان؟ ان زيادة الطلب على الطاقة عالميا وعلى الغاز خصوصا في أوروبا وآسيا واميركا، رفع سعر الغاز إلى مستويات قياسية. فسعر الغاز اليوم في السوق العالمية يعادل ثلاث مرات سعر الفيول اويل. وسعر مليون وحدة حرارية للغاز million btu ارتفع من 4 دولارات إلى 35 دولارا. وقال أحد تجار النفط في أوروبا لـ “النهار” ان بنغلادش تحولت من استهلاك الغاز إلى الفيول اويل والغاز اويل لتوفير الدولارات. فكيف سيدفع لبنان فاتورة الغاز المصري؟ ثم ان لإسرائيل عقدا مع مصر تزودها بموجبه الغاز لمدة 15 سنة لان الغاز المصري لا يكفي للاستهلاك الداخلي، ما يعني ان الغاز الإسرائيلي هو الذي قد يأتي إلى لبنان وليس الغاز المصري. والغاز في الانابيب لا يمكن تمييز جنسيته، ولكن من المنطقي ان يكون الغاز الإسرائيلي هو الذي سيزود سوريا ولبنان. فالممانعة وادعاءات “حزب الله” بمقاطعة إسرائيل تظهر انها انتقائية، اذ يجري توقيف مخرجين سينمائيين بحجة انهم زاروا او صوروا أفلاما في إسرائيل. ومن جهة أخرى يتم استيراد الغاز الإسرائيلي إلى سوريا ولبنان وعائداته تذهب من أحزاب الممانعة وسوريا و”حزب الله” إلى إسرائيل. إذاً التطبيع عبر الطاقة قائم. فلماذا نحتاج إلى ترسيم حدود بحرية بين لبنان وإسرائيل طالما أن الدولة العبرية تبيعنا الغاز عبر مصر وسوريا والأردن؟