مصر- رفع سعر رغيف الخبز .. “دواء مر” أم خطوة غير محسوبة؟
أعلن الرئيس المصري عن رغبته في رفع سعر رغيف الخبز الذي تدعمه الحكومة، على أن يتم توجيه المبلغ الذي سيتم توفيره إلى برنامج لتغذية طلاب المدارس. فما خلفيات القرار المرتقب؟ وهل هذا هو الوقت المناسب لاتخاذه؟
لكن السيسي لم يحدد طبيعة الزيادة المحتملة، مع الوضع في الاعتبار أن أي تغيير في منظومة دعم الغذاء مسألة شديدة الحساسية في أكبر دولة مستوردة للقمح في العالم، إذ كان الخبز هو أحد المحركات الرئيسية لانتفاضة يناير/ كانون الثاني عام 1977 ضد الرئيس الراحل أنور السادات، حتى أنها سميت بـ “انتفاضة الخبز”، وكان “العيش” (الخبز باللهجة المصرية) هو أول كلمة في الشعار الرئيسي الذي هتف به المتظاهرون في انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك (عيش حرية عدالة اجتماعية).
تصريحات السيسي (الثلاثاء الثالث من أغسطس/ آب) جاءت في سياق الحديث عن توفير ميزانية بمبلغ 8 مليارات جنيه (حوالي 509,6 مليون دولار) للتغذية المدرسية للطلاب. وعلّق السيسي: “أريد أن أعطي لأولادي أكل بـ8 مليار جنيه وليس هناك نقود”.
وزير التموين المصري علي مصيلحي قال في تصريحات لجريدة “الوطن” إن الوزارة ستبدأ فوراً في دراسة زيادة سعر رغيف الخبز المدعم، بعدما طالب السيسي بذلك، وأضاف أنه ستجري دراسة الأمر وعرضه على مجلس الوزراء في أسرع وقت ممكن، مضيفاً أن الدولة تعمل على إعادة صياغة فاتورة الدعم بحيث يشمل كافة الجوانب.
الجدير بالذكر أن الخبز المدعم يصرف لأصحاب البطاقات التموينية في مصر بحصة مقدارها خمسة أرغفة للفرد في اليوم. وحسب إحصاءات وزارة التموين الرسمية والتي أعلنت في مايو/ أيار، يستفيد من بطاقات الخبز المدعم 71,5 مليون مصري في البلد الذي يتجاوز عدد سكانه 100 مليون نسمة، كذلك تصل تكلفة دعم الخبز بموازنة البلاد الحالية إلى 50,6 مليار جنيه.
ومنذ عام 2016 تطبق مصر برنامجاً للإصلاح الاقتصادي بدأته بتعويم الجنيه المصري، كما شمل إزالة الدعم عن المحروقات وفرض ضريبة القيمة المضافة، وحصلت مصر بموجبه على قرض قيمته 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي. وبحسب أحدث إحصائيات وزارة التخطيط المصرية، فقد سجل معدل الفقر في مصر تراجعا للمرة الأولى منذ نحو 20 عاما ليسجل 29,7% في العام المالي 2020/2019، مقارنة مع 32,5% في العام المالي السابق له.
انقسام مجتمعي بشأن القرار
حَفَلَ الإعلام المصري بالعديد من التصريحات الداعمة لقرار الرئيس المصري، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أشاد مؤيدو النظام بالخطوة، فهناك من قال إن الأمر يشبه “تناول الدواء المر”: