قطر:12.7 مليار ريال أرباح البنوك في النصف الأول

ارتفعت الأرباح المُجمعة للبنوك المُدرجة في بورصة قطر إلى نحو 12.7 مليار ريال في النصف الأول من عام 2021، لتُسجل نموًا نسبته 10.4% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق له.

وبحسب إحصائية لـ  ، فقد أظهرت النتائج المُعلنة عن تحقيق جميع البنوك ارتفاعًا في وتيرة الأرباح، بينما لم يعلن بنك قطر الأول عن نتائجه حتى الآن، وكشفت النتائج الجيّدة التي حققتها البنوك عن تمكنها من تجاوز الآثار السلبية لجائحة «كورونا»، بدعم من استمرار مسيرة التنمية في الدولة، وهو ما عزز من قدرة الشركات العاملة في السوق لتجاوز أي تحديات أو أزمات خارجية.

وساهم «QNB» أكبر البنوك في المنطقة من حيث الموجودات بالنصيب الأكبر في الأرباح المجمعة للقطاع خلال الستة أشهر الأولى من العام الحالي، مُحققًا 6.8 مليار ريال ما يعادل 53.4% من إجمالي أرباح القطاع، يليه مصرف قطر الإسلامي مُسجلًا أرباحًا قدرها 1.59 مليار ريال ليستحوذ على نحو 12.5% من أرباح القطاع، وجاء البنك التجاري في المرتبة الثالثة بعد أن سجل أرباحًا قدرها 1.33 مليار ريال مُستحوذًا على نحو 10.4% من إجمالي الأرباح.

أما على مستوى النمو في الأرباح فتصدّر البنك التجاري قائمة البنوك الأكثر نموًا في الأرباح بنسبة قدرها 47.2%، تلاه بنك الدوحة من خلال تحقيقه نموًا في الأرباح بلغت نسبته 22.6%، وجاء مصرف قطر الإسلامي في المرتبة الثالثة مُسجلًا نموًا في الأرباح بلغت نسبته 11.8%.

وعكست النتائج التي حققتها البنوك في النصف الأول من العام الحالي قدرتها على مواصلة النمو في أرباحها من خلال تعزيز إيراداتها التشغيلية، وهو الأمر الذي يؤكد الأسس المتينة لآلية عمل البنوك بشكل يدفع نحو الوصول إلى الاطمئنان لدى مُتداولي السوق ويعكس الثقة الكبيرة في متانة الاقتصاد القطري.

البورصة ترتفع

من ناحية أخرى، انعكست الأرباح القوية التي حققتها البنوك القطرية على أداء بورصة قطر التي تفاعلت إيجابًا مع تلك الأرباح، حيث بلغت مكاسب البورصة الأسبوع الماضي نحو 10 مليارات ريال لتصل القيمة السوقيّة للأسهم إلى نحو 631.5 مليار ريال.

وارتفع المؤشر العام للسوق بنسبة 1.4% تخطى بها مستوى 10900 نقطة بعد أن أضاف نحو 155 نقطة إلى رصيده وأغلق عند 10908 نقاط ليصل لأعلى مستوى له منذ 3 أشهر، كما شهدت تداولات السوق انتعاشًا كبيرًا في التداولات، حيث بلغت قيم التداول نحو 2.05 مليار ريال، مقابل 1.27 مليار ريال الأسبوع السابق له، كما ارتفعت أحجام التداول إلى 1.08 مليار سهم مقابل 448 مليون سهم الأسبوع قبل الماضي، وذلك من خلال تنفيذ 49.56 ألف صفقة.

النتائج الربعية

وتشير النتائج الربعية الجيّدة للشركات التي ظهرت حتى الآن، إلى نمو أرباح باقي الشركات في ظل المؤشرات الاقتصاديّة الإيجابية التي تشهدها قطر الفترة الحالية، ومن المتوقع أن تواصل البنوك القطرية تحقيقها نتائج جيّدة خلال الربع الثالث من العام الحالي.

وتمثل نتائج البنوك المُحققة هذا العام نقطة دعم للسوق المالي، على اعتبار أن السوق كان بحاجة إلى إعلانات متميّزة تؤكد أن نتائج الشركات المدرجة التشغيلية تمكنت من التغلب على تأثيرات جائحة كورونا، وهو الأمر الذي حققه قطاع البنوك بشكل يتماشى مع التزام هذا القطاع بتبوؤ مكان الطليعة في إعلانات النتائج بشكل عام.

وأبدى خبراء ومُحللون اقتصاديون تفاؤلًا كبيرًا باحتمال حدوث تحسّن كبير في أداء أسواق الأسهم المحلية خلال المرحلة المُقبلة، وتوقعوا أن تشهد بورصة قطر، انتعاشًا خلال الفترة المُقبلة، وربط هؤلاء توقعاتهم بعوامل رئيسية منها الاستقرار المتوقع في الأسواق العالمية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار النفط وتحقيق فوائض مالية، واستمرار الإنفاق على البنية التحتية، وهو ما سيسهم في توفير مزيد من السيولة التي تعتبر المُحرّك الرئيسي للاقتصاد عمومًا والعنصر الفاعل في التداولات داخل أسواق المال خصوصًا.

تجاوز التحديات

وقال الخبراء: إن النتائج المالية المُعلنة للشركات كشفت عن تحقيقها مُعدلات نمو جيدة فاقت التوقعات، وتجاوزت الآثار المترتبة على جائحة كورونا، مُشيدين في الوقت نفسة بالقرارات الحكيمة المُتعلقة باستمرار تنفيذ مشاريع البنية التحتية ومشاريع كأس العالم 2022، دون إبطاء، وهو ما عزز من قدرة الشركات العاملة في السوق لتجاوز أي تحديات أو أزمات خارجية.

وأشاروا إلى أن النتائج المتميّزة التي حققتها الشركات التي أعلنت عن أرباحها أسهمت في ظهور أداء طيب ومقبول في السوق هذه الأيام بغض النظر عن المؤثرات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي الفترة الحالية. ويرى الخبراء أن إعلان أرباح الشركات الربعية يعتبر أهم المؤثرات الفعالة على التداولات خلال الأسابيع المُقبلة، والتي بالتأكيد ستكون معيارًا جيدًا لتحديد الاتجاه لمعظم شركات السوق القياديّة.

16 شركة تعلن عن نتائجها الأسبوع الحالي

تشهد البورصةُ الفترةَ الحالية زخمًا كبيرًا في إعلان الشركات عن نتائجها الربعية، حيث ستعلن باقي الشركات عن نتائجها المالية الربعية بنهاية الأسبوع الحالي، وهو ما يؤكد التزام الشركات بنسبة 100% بمواعيد الإفصاح التي حددتها كل من هيئة قطر للأسواق المالية، وبورصة قطر للإفصاح عن النتائج المالية. ومن المقرّر أن تفصح 16 شركة الأسبوع الحالي عن نتائجها المالية للنصف الأول من عام 2021.

وبدأت البورصة في التفاعل الإيجابي مع النتائج المعلنة للشركات، ليصل مؤشر السوق لأعلى مستوى له منذ 3 أشهر تقريبًا بعد أن تخطى مستوى 10900 نقطة، بعد أن حقق نموًا نسبته 1.4%، واستحوذت الأسهم القيادية على الجزء الأكبر من اهتمام المُستثمرين الراغبين في الحصول على عوائد طويلة الأمد واستثمار مؤسسي مبني على أسس صحيحة، وهو ما يعكس حجمَ النشاط الكبير والفرص الاستثمارية الهائلة في السوق القطري.

ومن المُتوقع أن تشهد الفترة المُقبلة نشاطًا في التعاملات بعد عودة الثقة للمُستثمرين، حيث غلبت روح التفاؤل على تحرّكاتهم الاستثمارية التي انعكست بوضوح على حركة الأسواق من خلال انتعاش التداولات في ظل قناعة متزايدة بإمكانية تحقيق أرباح مجزية عند الدخول إلى الأسهم على الأسعار الحاليّة، الأمر الذي يحرّك الاستثمار في المديَين المتوسط والطويل من جهة، والمُضاربة السريعة من جهة أخرى