ترويض أسعار المواد الغذائية في روسيا يهدد قطاع الحبوب
خلال لقاء مع المواطنين في روسيا بث التلفزيون وقائعه الشهر الماضي، ألحت امرأة في سؤال الرئيس فلاديمير بوتين عن أسعار المواد الغذائية المرتفعة.
يكشف تسجيل للحدث السنوي أن فالنتينا سلبتسوفا تحدت الرئيس أن يفسر سبب انخفاض أسعار الموز المستورد من الإكوادور في روسيا عن الجزر المنتج محلياً، وسألت كيف يمكن لوالدتها أن تعيش على “أجر الكفاف” في ضوء ارتفاع أسعار مواد أساسية مثل البطاطا (البطاطس).
سلم بوتين بأن ارتفاع تكلفة الغذاء مشكلة باتت تشمل حتى الخضروات الأساسية، وقال: إن السبب هو ارتفاع الأسعار العالمية ونقص الإنتاج المحلي. لكنه قال: إن الحكومة الروسية أخذت خطوات لحل المشكلة، وإنه يجري بحث تدابير أخرى، لكنه لم يذكر تفاصيل.
ودفع ذلك بوتين إلى الضغط على الحكومة لأخذ خطوات لمعالجة التضخم، وتضمنت هذه الخطوات فرض ضريبة على صادرات القمح بدأ تطبيقها الشهر الماضي على أساس دائم، وفرض حدود قصوى لأسعار التجزئة للمواد الغذائية الأساسية الأخرى.
غير أن ذلك يضع الرئيس أمام خيار صعب، فبوتين يجازف بمحاولة القضاء على استياء الناخبين من ارتفاع الأسعار أن يلحق الضرر بقطاع الزراعة الروسي، إذ يشكو المزارعون الروس من أن الضرائب الجديدة ستثبط هممهم عن القيام باستثمارات طويلة الأجل.
وغذت الخطوات التي خطتها روسيا -أكبر مصدر للقمح في العالم- التضخم في دول أخرى برفعها سعر القمح، فقد أدت زيادة ضريبة الصادرات، التي كُشف عنها منتصف يناير على سبيل المثال، إلى ارتفاع الأسعار العالمية إلى أعلى مستوياتها في سبع سنوات.
ولا يواجه بوتين تهديداً سياسياً وشيكاً قبل الانتخابات البرلمانية التي تجرى في سبتمبر، بعد أن نفذت السلطات الروسية حملة تضييق واسعة على المعارضين الذين تربطهم صلات بمعارض الكرملين أليكسي نافالني.
فقد مُنع حلفاء نافالني من خوض الانتخابات وهم يحاولون إقناع الشعب بالتصويت لأي مرشح آخر خلاف مرشحي الحزب الحاكم الموالي لبوتين، وذلك رغم أن الأحزاب الرئيسة الأخرى المشاركة تؤيد الكرملين في معظم السياسات الرئيسة.
غير أن أسعار المواد الغذائية لها حساسية سياسية واحتواء الزيادات للحفاظ على رضا الناس عموماً جزء من استراتيجية بوتين الأساسية.
قال مسؤول روسي مطلع على سياسات الحكومة فيما يتعلق بتضخم أسعار المواد الغذائية “إذا ارتفع سعر السيارات، فلن يلاحظ ذلك سوى عدد قليل من الناس، لكنك عندما تشتري الغذاء الذي تشتريه كل يوم فهذا يشعرك بأن التضخم عموماً يرتفع بشكل كبير حتى إذا لم يكن هذا هو الحال”.
ورداً على استفسارات من رويترز قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين: إن الرئيس يعارض الأوضاع التي يرتفع فيها سعر منتجات محلية ارتفاعاً غير معقول.
وأضاف أن ذلك لا علاقة له بالانتخابات أو اتجاهات التصويت، وأن ذلك كان من أولويات الرئيس الدائمة حتى قبل الاستعداد للانتخابات.
وقالت وزارة الاقتصاد الروسية: إن الإجراءات التي فُرضت منذ بداية 2021 ساعدت في تحقيق الاستقرار لأسعار الغذاء. وأضافت أن سعر السكر ارتفع ثلاثة بالمئة حتى الآن في العام الجاري بعد أن زاد 65 بالمئة في 2020، وارتفعت أسعار الخبز ثلاثة بالمئة، بعد زيادتها 7.8 بالمئة بالعام الماضي.