أرامكو: التوسع في أعمال الغاز لتلبية الطلب المحلي المتزايد على الطاقة النظيفة
باتت شركة أرامكو السعودية هي المورِّد الوحيد للغاز الطبيعي في المملكة، والتي تعد بدورها، سابع أكبر سوق للغاز الطبيعي في العالم. إن الغاز الطبيعي الذي توفره الشركة هو منتج أساسي يُستخدم للوفاء بالطلب المتنامي على الطاقة في السوق المحلية ولتشغيل قطاعات متعددة، مثل صناعة الحديد والألمنيوم وتحلية المياه، كما أنه يُعد خيارًا فعالًا ونظيفًا للحرق النظيف للطاقة اللازمة لتشغيل هذه الأنشطة من جهة والحد من الانبعاثات من جهة أخرى.
وبما أن إنتاج الشركة من الغاز الطبيعي ينتج عنه كميات كبيرة من الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي والمكثفات، فإنها توفرها كلقيم لاثنين من القطاعات الرئيسة وهما البتروكيميائيات ومواد البناء، ولا تقتصر فوائد توريد الغاز الطبيعي للمستهلكين المحليين كمصدر للطاقة ولقيم، ولكنه يتيح للشركة زيادة كمية النفط الخام المتوفرة للتصدير وتطوير منتجات أخرى عالية القيمة.
وعلى مدار السنوات الماضية، طورت الشركة بنية تحتية شاملة للغاز الطبيعي في المملكة، وذلك بهدف توريده لعملائها في الوقت المناسب وبفعالية، ويجري حالياً توسيع شبكة الغاز التابعة لأرامكو السعودية، وهي شبكة خطوط أنابيب ضخمة تربط مواقع إنتاج الغاز الرئيسة بمواقع معالجته في جميع أنحاء المملكة.
توسعة أعمال الغاز
وتعتزم أرامكو السعودية التوسع في أعمال الغاز، بهدف تلبية الطلب المحلي الكبير والمتزايد على الطاقة النظيفة منخفضة التكلفة من خلال زيادة الإنتاج والاستثمار في البنية التحتية الإضافية، علماً بأن هذا الطلب مدعوم بمتطلبات توليد الطاقة الكهربائية، وتحلية المياه، وإنتاج البتروكيميائيات، بالإضافة إلى صور الاستهلاك الصناعي الأخرى في المملكة.
كما يوفر إنتاج أرامكو السعودية من الغاز سوائل الغاز الطبيعي بما في ذلك الإيثان والمكثفات، التي تكمل إنتاج النفط الخام، وتوفر اللقيم لقطاعي التكرير والبتروكيميائيات. علاوةً على ذلك، تسعى أرامكو السعودية مع مرور الوقت إلى تطوير مجموعة أعمال عالمية متكاملة في قطاع الغاز، وتتابع تقييم فرص الاستثمار المشتركة خارج المملكة في مشاريع الغاز الطبيعي وسوائل الغاز الطبيعي.
تستشهد شركة أرامك السعودية بالمواصفات الاستثنائية لمعمل الغاز في واسط وهو واحد من أكبر معامل الغاز التي بنتها أرامكو السعودية، وبدأ المعمل إنتاجه في أكتوبر العام 2015، وكان المعمل مصممًا لمعالجة الغاز غير المصاحب فقط، ثم وصل إلى طاقة التشغيل الكاملة في العام 2016.
وتمثل إضافة معمل واسط إلى مجموعة أعمال أرامكو السعودية زيادة كبيرة في قدرتها لمعالجة الغاز. وفي واقع الأمر، يتميز هذا المعمل بضخامة حجمه، وقد ساهم في زيادة قدرة معالجة الغاز في المملكة بواقع 20 %. ويعكس هذا المشروع التزام الشركة بزيادة إمدادات الغاز الطبيعي الأنظف والحد من الانبعاثات ودعم الصناعات الجديدة وتوفير كميات أكبر من النفط الخام لأعمال التكرير والتصدير المضيفة للقيمة.
أهمية الغاز للكهرباء
يركز جزء كبير من منظومة أعمال الشركة على النفط الخام واستخداماته العديدة. لكن الغاز الطبيعي أصبح مهمًا بصورة متزايدة لتوليد الطاقة الكهربائية وتشجيع التنمية الصناعية في المملكة. وقد ساعد معمل واسط الشركة على اتخاذ خطوة مهمة للأمام في تعزيز قدرتها على تطوير وتوفير منتج تحتاجه السوق المحلية بشدة. وأصبح برنامج واسط مصدر إلهام لمجموعة واسعة من الحلول المبتكرة. وسعيًا من الشركة لتسريع دورة تطوير المشروع، فقد حققت الشركة أقصى استفادة من مركز الحلول التابع لها من خلال الاستعانة بخبراء في تخصصات متعددة لتطوير استراتيجيات فريدة للمشروع.
وأدى هذا النموذج المتكامل إلى تسهيل إجراءات العمل وتطوير التقنيات، في حين منحت إجراءات التقييم المستمر مديري المشاريع في الشركة صورة أكثر وضوحًا وساهمت في توفير الوقت والتكاليف. ومن بين النتائج الأخرى المحققة كان استخدام طريقة «الثقب الكبير» في إنجاز الآبار، وهي الآبار عالية القدرة الإنتاجية والقادرة على إنتاج الغاز بمعدلات عالية جدًا. ويسهم هذا الأسلوب في ترشيد تكلفة الإنتاج بدرجة كبيرة وتحقيق درجة أعلى من المرونة لتلبية الطلب.
ضبط التكاليف
اختارت الشركة موقعًا بالقرب من مدينة الجبيل ليكون من السهل الاستفادة من البنية التحتية القائمة والوصول إلى مشاريع أخرى ذات صلة مثل معمل الغاز في الفاضلي ومشروع السكك الحديدية الذي يربط بين شركة معادن ورأس الخير. ومن ثم، تمكن فريق مشروع واسط من ضبط التكاليف ورفع مستويات الكفاءة. فعلى سبيل المثال، أصبحت المنافع الأساسية، كالكهرباء والمياه، متوفرة بالفعل في الجبيل ومنطقة الخرسانية القريبة. وبات من الممكن أيضًا تمديد طرق للوصول إلى الموقع بسهولة من طريق الظهران – الخفجي السريع.
وفي الوقت الحالي، يأتي معظم الغاز غير المصاحب من حقول بحرية، كالحصباة والعربية، ولذا كان إنشاء المعمل بالقرب من الساحل يمثل أولوية كذلك، إلا أن مشروع واسط هو جزء من شبكة الغاز الرئيسة، وهي شبكة بنية تحتية تمتد في عموم المملكة لتجميع الغاز ومعالجته وتوزيعه، وينقل الغاز الذي ينتجه معمل واسط عبر شبكة الغاز الرئيسة لإيصاله إلى عملاء أرامكو السعودية في مواقع مختلفة في جميع أنحاء المملكة.
جدير بالذكر أن أرامكو السعودية شرعت في بناء شبكة الغاز الرئيسة في السبعينيات من القرن الماضي لاستخلاص الغاز واستخدامه كمصدر جديد للطاقة من أجل تشغيل القطاع الصناعي سريع النمو، وفي الوقت نفسه تمهيد الطريق لتوسيع نطاق قطاع التكرير والمعالجة والتسويق وتعزيز تكامله، ونظرًا لأن جميع مرافق إنتاج النفط والغاز المملوكة لأرامكو السعودية توجد داخل المملكة، فقد وفرت شبكة الغاز الرئيسة مصدرًا فريدًا للميزة التنافسية، وتوفر الشبكة حاليًا الغاز الطبيعي لمحطات الطاقة الكهربية والتحلية، بالإضافة إلى استخدامه كلقيم لقطاع المواد الكيميائية في المملكة.
خطط التوسع
يشهد الطلب على الغاز الطبيعي زيادة مطردة، مدفوعًا في الأساس بالمرافق والقطاع الصناعي. ولتلبية هذا الطلب المتزايد، أعدت أرامكو السعودية خطة من مرحلتين لتوسعة شبكة الغاز الرئيسة. وقد ساهمت المرحلة الأولى، التي أنجزت في العام 2017، في زيادة الطاقة الاستيعابية للشبكة إلى 9.6 بلايين قدم مكعبة قياسية في اليوم. ومن المقرر أن تؤدي المرحلة الثانية إلى زيادة هذه السعة إلى 12.5 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم في العام 2019. ويأتي هذا في إطار التزام الشركة بتلبية الاحتياجات المتغيرة لعملائها بطريقة أكثر كفاءة.