إفريقيا بحاجة إلى 400 مليار دولار لتجاوز جائحة كورونا

أكّد فخامة الرئيس سيريل رامافوزا رئيس جمهورية جنوب إفريقيا أنّ انتشار جائحة كورونا «كوفيد-19» كبح جماح التعافي الإفريقي، وبالتالي فالقارة في حاجة إلى مزيدٍ من الدعم، مُشيرًا إلى أنّ المفوضية الاقتصادية للأمم المتحدة أوضحت أنّ القارة الإفريقية بحاجة إلى ما يقرب من 400 مليار دولار لتجاوز الأزمة الناتجة عن الجائحة.

وأضاف فخامته خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى قطر الاقتصادي الذي بدأت فعالياته أمس عبر تقنية الاتصال المرئي: إنّ الوباء أثر بشكل سلبي كبير في الدول الإفريقية بعد أن تراجعت معدلات النمو بصورة ملحوظة، وبدا أن القارة داخلة على مرحلة كساد.

وأوضح رئيس جنوب إفريقيا أنه لتجاوز هذه الأزمة يلزم على الدول والمؤسسات المالية شطب بعض الديون عن دول القارة وتأجيل سداد بعضها ومنح الدول الإفريقية الدعم اللازم والمساهمة في تمويل مشروعات البنية التحتية لديها، حتى تستطيع جسر الهُوة المتعلقة بتوفير أموال التعافي وتجاوز التحديات والتصرف بشكل بناء لتحسين حياة المواطنين الأفارقة، لأنه بدون هذا الدعم ستظلّ القارة السمراء مهمشة وتعاني.

وبين فخامة الرئيس سيريل رامافوزا أن كل ما تحتاج إليه القارة الإفريقية هو بعض الاهتمام، وبعض الفرص، مشددًا على أن الدول المتقدمة عليها واجب المساعدة في التغيير لأن القارة تعاني من تداعيات كورونا وتباطؤ النمو والتغير المناخي «رغم أنها الأقل مسؤولية في حجم تداعياته الخطيرة»، وأنّ عليها أيضًا تحمل مسؤولياتها لمعالجة هذه الظاهرة وما ينتج عنها من جفاف وفيضانات وتلوّث.

وعن تعليق جنوب إفريقيا استخدام مليوني جرعة من لقاح «‏جونسون آند جونسون» المضاد لفيروس كورونا بسبب مخاوف بشأن حدوث تلوث في مصنع في الولايات المتحدة وتأثيره على خُطة بلاده في التعافي من الفيروس، أفاد الرئيس سيريل رامافوزا بأن مشكلة تلوث لقاح «جونسون آند جونسون» أثرت سلبيًا على توزيعه داخل بلاده وأخرت خطّة تطعيم المواطنين، وبذلك تعثرت جنوب إفريقيا في إطلاق برنامجها للتطعيم في وقت تجتاحها موجة وبائية ثالثة من «كوفيد-19»، لافتًا إلى أن الشركة وافقت على تبديل الجرعات المشتبه بها وأن عملية التلقيح ستمضي في مسارها.

وبشأن تبديل هذه النوعية من اللقاح بأخرى، قال رئيس جنوب إفريقيا: «إن الدولة متمسكة بهذه النوعية نظرًا لفوائدها العديدة فهي عبارة عن جرعة واحدة فقط بخلاف النوعيات الأخرى التي تتضمن جرعتَين، وهذا أفضل بالنسبة لاقتصاد بلادنا، خاصة أن لدينا مواطنين كثرًا في المناطق النائية يصعب الوصول إليهم ومن الأسهل التعامل بجرعة واحدة».

وتابع: «إنه من الناحية اللوجستية أفضل في التخزين، حيث يتم بدرجات حرارة ليست شديدة الانخفاض كما في غيره من اللقاحات، وبالتالي لن نسعى لتقليل أو تبديل الحصة المحددة وهي 31 مليون جرعة، ولا نزال نحتاج إلى جرعات أخرى سنوفرها من «فايزر – بيونتيك» و»سينوفاك» لكن «جونسون آند جونسون» سيكون اللقاح الأساسي بالنسبة لنا حيث يتمّ تصنيعُه في جنوب البلاد».

وحول ارتفاع عدد حالات الإصابة في بلاده، أوضح الرئيس الجنوب إفريقي أنّ دولته واجهت أوضاعًا صعبة خاصة لأنها كانت من أقل الدول الإفريقية في عدد الأشخاص المُطعّمين، كما قررت هيئة تنظيم المنتجات الصحية في جنوب إفريقيا «عدم السماح باستخدام اللقاحات المنتجة باستخدام دفعات من المواد الدوائية غير المناسبة» بعد ملاحظة طفرات مُختلفة للفيروس، كما تم اعتماد لقاحَي «فايزر – بيونتيك» و»سينوفاك»، مُتابعًا بالقول: «ورغم أننا تعطلنا في البداية لكننا رجعنا إلى المسار وتقدمنا فيه بخطوات ثابتة وكبيرة، حيث يتم تطعيم أكثر من 150 ألف شخص ونعمل على زيادة العدد إلى 200 ألف يوميًا».

ودعا رئيس جمهورية جنوب إفريقيا شركات الأدوية الكُبرى والدول المنتجة للقاحات بالموافقة على تصنيع اللقاحات محليًا وتجاوز شروط حقوق الملكية الفكرية، لأن تجاوز هذه النقطة يمكن العالم من تصنيع اللقاح وتوزيعه بشكل أسرع، وبالتالي «إنقاذ البشرية من هذا الوباء».